يعيش سكان حي “السي بلعيد” ببلدية براقي بالعاصمة، حياة بدائية بكل تفاصيلها، فغياب أبسط الضروريات من مدارس وطرقات معبّدة وصولا إلى مراكز صحية حوّل حياة قاطنيه إلى جحيم تحمّلوه لسنوات طويلة دون أي
تدخل من السلطات لإخراجهم من العزلة التي فرضت عليهم دون وجه حق.
وفي هذا الصدد، يقول المشتكون الذين يستغلون الصفحة الرسمية للولاية لطرح في كل مرة انشغالاتهم ومعاناتهم، طالما الحي، حسب العديد منهم، أقصي من عديد البرامج التنموية، مما ساهم في تحويله إلى حي ريفي بدائي في منطقة حضرية تبعد بكيلومترات قليلة عن قلب العاصمة، حيث تغيب فيه مختلف المرافق الترفيهية والضرورية التي يحتاجها كل مواطن لتسهيل حياته اليومية، مشيرين إلى أن الحي لا يضم أيا من المنشآت التي يجب توفرها بأي حي سكني، فلا مرافق صحية ولا تربوية وحتى الترفيهية غائبة تماما، مما يضطر قاطنيه إلى التنقل نحو الأحياء المجاورة للاستفادة من مختلف الخدمات، دون نسيان انعدام الشبكات الرئيسية التي من شأنها أن تخفف من معاناتهم، على غرار شبكة الغاز والإنارة العمومية وخطوط الهاتف الثابت، ناهيك عن تدهور الطرقات وممرات الحي التي لم تستفد من أية عملية تزفيت منذ أن وطأته أقدامهم، الأمر الذي يصعب من عملية السير لاسيما مع تساقط الأمطار وتحول تلك الطرقات إلى برك ومستنقعات مائية.
في سياق متصل، تحدث المشتكون الذين عبروا عن تذمرهم الشديد من سياسة التماطل والتجاهل التي تنتهجها المصالح المعنية في التعامل مع وضعيتهم، أين لم تأخذ بعين الاعتبار معاناتهم في ظل غياب أدنى ضروريات العيش الكريم ولم تبال بتجسيدها وتوفير البعض منها طيلة هذه السنوات، كما تطرقوا إلى مشكل انعدام المؤسسات التربوية في المنطقة التي تعد من بين المطالب التي أصروا على تجسيدها على أرض الواقع في أقرب الآجال، بالنظر إلى المسافات الطويلة التي يقطعها التلاميذ في مختلف الأطوار للالتحاق بالمؤسسات الأخرى في الأحياء المجاورة، وعلى المرء أن يتخيل مقاساة التلاميذ وأوليائهم لاسيما المتمدرسين بالطور الابتدائي، وهو الوضع الذي لم يعودوا على حد تعبيرهم يتحملونه أكثر، نظرا للسنوات الطويلة التي عاشوها في “حي بدائي دون تدخل السلطات لإنعاشه وتنميته”، بالرغم من المشاريع العديدة التي يتغنى بها مسؤولو العاصمة في كل مرة من أجل تطوير كامل أحياء العاصمة في إطار البرنامج الاستراتيجي “للبهجة” الذي لم يستفد منه هؤلاء ولو ببرنامج واحد، يقول المتحدثون.
وأمام هذا الوضع، يطالب المشتكون هذه المرة والي العاصمة، عبد القادر زوخ، بزيارة الحي والوقوف على حجم المعاناة التي يبدو أنها لن تنتهي إلا ببرمجة مشاريع تنموية تخرج هؤلاء من عزلة فرضت عليهم إجباريا وبدون وجه حق.