اختتمت مؤسسة عبدالحميد شومان، بالعاصمة الاردنية عمان، الورشة سينمائية حول فن إخراج الفيلم التسجيلي؛ تواصلت على مدار ثلاثة أيام، قدمها وأدارها المخرج الجزائري حميد بن عمرة.
وعن الورشة، قال بن عمرة :”الورشة تعد مختبرا لتطوير علاقة السينما بهواجس الذات ومحاولة استنباط الأفكار الساكنة وتوليدها، والتعرف على جيلٍ يحمل أفقه بيده ويفتح أطراً تتلاحم فيها ملامح وجوهنا معاً”. وبين أن السينما إطار تصقل فيه المشاعر وتنحت في محيطه أشكال مختلف الأفكار.
وقالت المشاركة أمل الهدهد: “الورشة تفهمنا تكوين الفيلم التسجيلي منذ آلية التفكير ببصريات الإطار لخدمة فكرة الفيلم ووصولاً إلى إخراج الفيلم”.
وأضافت “تعلمنا الورشة كذلك، كيفية بناء الفيلم بطريقة محترفة وقريبة من الجمهور كقصة مروية تمس مختلف شرائح المجتمع”.
أما المشاركة تقوى دويري، فرأت أن الورشة مهمة كونها تشرح كافة جوانب تصوير الأفلام الوثائقية من قبل مخرج يمتلك خبرة مهمة بصناعة الأفلام وإخراجها بطريقة محترفة ومهنية.
وركزت الدورة، التي تأتي ضمن أسبوع جبل عمان الثقافي الخامس، على محاور عديدة، منها: “التفكير المرئي أسرع من الكتابة (السيناريستيكية)، انتقاء اللقطة قنص سريع ينفذ بتأنٍ، اللقطات الإضافية للإلمام بالمكان حتى يدخل من نصورهم في قالب مفهوم زمانا ومكانا، الفرق بين التعليق الصوتي حين لن يصور والسرد الصوتي الذي يضيف للصورة عمقاً درامياً، العدسة مرآة لها ذاكرة”.
إلى ذلك، عرض بن عمرة في “سينما شومان” بالتزامن مع انعقاد الورشة السينمائية، فيلمه التسجيلي الطويل “حزام”؛ وهو في ظاهره يتناول الرقص الشرقي، لكنه في العمق يحتفي بالمرأة.
وتناول الفيلم، موضوع الرقص الشرقي من منظور مختلف بعيداً عن التفكير الغرائزي، من خلال الولوج في تفاصيل حياة آسيا قمرة، وهي امرأة جزائرية تعلم الرقص في باريس لسيدات من جنسيات متعددة.
كما استعرض الفيلم، مفاهيم جدلية في حياة المجتمع الشرقي كالرقص والجسد والإيقاع والرياضة والسينما والأم وغيرها من المواضيع العميقة.
وقال بن عمرة حول علاقة فيلمه بالجمهور “الجمهور حر ولا يحتاج إلى تفسير كي يلم بموضوع الفيلم أو يحيط بجمالياته، لكنه بحسب تشعب حساسيته وثقافته سينظر إلى الفيلم بعين مدققة في كل إطار، وكل رابط بين لقطة وأخرى، أو يكتفي باستيعاب المواضيع المطروحة في كل زاوية قد تكون سياسية أو دينية أو حتى فضولية”.
يشار إلى أن حميد بن عمرة مخرج جزائري درس الفلسفة ثم التحق بدورات السينما والتاريخ في فرنسا.. أمضى 33 عاماً وراء عدسة الكاميرا وأخرج ستة أفلام روائية قصيرة وطويلة ما بين عامي 1981 و1985، قبل أن ينتقل لإخراج الأفلام التسجيلية.
وتم عرض فيلمه التسجيلي “شيء من الحياة، شيء من الحلم، (2012)” في عديد المهرجانات الدولية ووصفه المخرج السوري محمد ملص بأنه “موهبة نادرة مثل جوهرة”.