عرضت عليه مشروعي، فاكتشفت الحقيقة المؤلمة

عرضت عليه مشروعي، فاكتشفت الحقيقة المؤلمة

أنا سيدة متزوجة وأم لثلاثة أولاد، موظفة بمؤسسة عمومية منذ أكثر من 20 سنة، وقد سعيت منذ أن تزوجت إلى أن أقوم بواجباتي الأسرية والزوجية على أكمل وجه، دون أن أحاسب زوجي على أمواله، وأين يصرفها لأنني كنت قادرة على التكفل بكل المصاريف بحكم أنني أتقاضى راتبا شهريا جيدا، يمكنني من توفير كل المتطلبات، إلا أنني وفي الفترة الأخيرة فكرت في إنجاز مشروع يعود بالفائدة علينا جميعا (أنا وزوجي وأولادي) فطلبت من زوجي أن يتكفل هو بمصاريف العائلة، وأنا أوفر المال (راتبي الشهري) لمشروعي فرفض طلبي رفضا قاطعا، وطلب مني أن أستمر على نفس المنوال في التكفل بمتطلبات العائلة، لأنه لا يقدر على ذلك، بحكم أن مرتبه الشهري يصرفه على عائلته (والدته وإخوته).

كدت أصاب بالجنون لما علمت من زوجي أن أمواله يصرفها على أهله، لأنني كنت أظن أنه يوفر ذلك المال لوقت الحاجة ما دمت أنا من أقوم بهذا الأمر وطلبت منه ألا يعطي كل المال لأهله، ويقوم بواجبه تجاه أسرته، فتمسك برفضه وهددني بالطلاق دون تقديم لي النفقة ولا الاهتمام بأولادي.

لا أخفي عليك سيدتي الفاضلة أن هذا التصرف من زوجي دمرني لأنه أخفى عني هذا الأمر (انفاقه على عائلته) وأهمل أسرته، لذا فأنا أفكر في عدم الانفاق على أسرتي حتى وإن لم أجسد مشروعي، وأجبره على القيام بذلك بدوره، فما الحل للوصول إلى هذا المبتغى، أرجوك ساعديني سيدتي الفاضلة لاتخاذ الحل الأرجح قبل فوات الآوان.

الحائرة: أم سيرين من العاصمة

 

الرد: لقد تأخرت كثيرا في معرفة أين يصرف زوجك مرتبه، وتكفلت بكل متطلبات الأسرة بمفردك مع إهمالك لدور زوجك في هذه المهمة، رغم أنه مطالب شرعا وقانونا بالإنفاق على زوجته وأولاده حتى وإن كانت الزوجة عاملة وتتقاضى راتبا شهريا جيدا كما هو الأمر بالنسبة لك، وتنصله من هذه المسؤولية يعود إلى اهتمامك الكامل بمصاريف ومتطلبات أسرتك دون مشاركة زوجك، وهذا لا يعني أننا ضد إعطاء بعض المال لأهله، ومساعدتهم ماديا خاصة إذا كانت عائلته من المحتاجين، لكن أن ينفق كل أمواله عليهم ويهمل أسرته، فهذا لا يحق.

لذا عليك تأجيل مشروعك الذي ترغبين القيام به في الوقت الحالي، والتفاهم مع زوجك للقيام بواجبه تجاه أسرته وعدم التنصل من مسؤولية الانفاق عليهم مع اعطاء أهله جزء من المال حسب استطاعته، حتى وإن تطلب منك ذلك التوقف عن العمل لفترة معينة لإجبار زوجك على القيام بهذه المهمة، وهذا ما نأمل أن تصلي إليه عن قريب بإذن اللّه.