عدم الالتزام بالتدابير الاحترازية مخالف للشريعة

عدم الالتزام بالتدابير الاحترازية مخالف للشريعة

 

رغم البلاء الذي اجتاح دول العالم، والإصابات التي تسجل يوميًّا إلى جانب الوفيات، يعتقد بعضٌ أن فيروس كورونا غير موجود، ويزعم آخرون أنه كذبة فلا يقتنعون بما تبثه الأخبار، ولا يلتزمون بالإجراءات والقرارات التي تصدر عن الجهات المختصة، هذا إلى جانب ما يروجونه للناس، وقد يشكلون خطرًا على من حولهم، فما أثر تلك الفئة على المجتمع؟، وكيف نتعامل معها؟ ” فصدق القائل حين قال “ولله في خلقه شؤون”، فمنهم غير المبالي والمستخف والمستهزئ والساخر والغافل واللاهي، ومنهم اليقظ والعاقل والنبيه والحذر والجاد.

ولعل الجائحة التي اكتوى العالم بنارها وأصابتنا من قريب خير مثال على بعض النفسيات التي أبت إلا أن تعبر عن نفسها بالشكل والصورة والكتابة والإيماء وفي كل ميدان متاح في هذا الزمان. أمام هذه الشريحة التي تريد بجهلها أن تخرق السفينة من القاع فيغرق الجميع، وهذا التكذيب الذي يتبعه عدم مبالاة؛ يجب على العقلاء أخذ موقف حازم منهم ، وأخذ الإجراءات القانونية بحقهم، فبإشاعاتهم واستهتارهم يساهمون بشكل أو بآخر في انتشار المرض وذلك بعدم الأخذ بالإجراءات والاحتياطات، مما يسبب انتقال العدوى. فبعض الناس يستخفون بهذا الوباء الذي أصبح واقعًا، ولم يعد المرض مجرد إشاعة بل حقيقة أمام ملايين الإصابات وآلاف الوفيات حول العالم، ونجد من يكذب هذه الحقيقة ويريد تغطيتها كما تغطى الشمس بغربال.

فهم بذلك يخالفون الشريعة الإسلامية وأمر الله الذي أمر بالأخذ بالأسباب الذي هو دين وعبادة، ولا يتنافى مع التوكل على الله، لأن الأوبئة ليست شيئًا مستحدثًا، بل عرفت على مدار التاريخ في عهد عمرو بن العاص وعمر بن الخطاب، وعهد الأمويين، وفر المسلمون من الأمراض إلى الجبال لحماية أنفسهم، فلذلك لا بد من إقناعهم وأن ما يفعلوه مخالف لأسباب السلامة والوقاية والشريعة والقانون.