تحولت القطارة بمدينة عنابة هذه الأيام، إلى وجهة سياحية بامتياز، يتردد عليها العشرات من السواح والعائلات لتوفرها على منبع مائي معدني يتزاوج مع ماء البحر طول الوقت ليخرج من الشاطئ الصخري ماء حلو المذاق. هذه اللوحة الربانية صنعت التميز بهذا المكان السياحي المطل على البحر، ليتحول إلى قصة ينقلها الأجداد، لتنتشر بين سكان مدينة عنابة، الرواية الأولى، والتي مفادها أنه كانت بالمدينة امرأة صالحة وزاهدة تدعى لالة القطارة كانت تسكن بمنطقة محاذية لشاطئ الفيدرو، فطلب منها سكان عنابة الدعاء والتضرع إلى الله ليسقيهم من السماء، ومن هنا انفجرت عين تشق الصخور تصب في البحر، يشرب منها المريض وكل شخص له أمنية في الحياة ويريد أن تتحقق. أما الرواية الثانية والأكثر انتشارا وهي عبارة عن خرافة جنية بنت مارد ملك البحر تخرج من البحر عند الغروب على شكل حورية بحر في نفس المنبع الصخري وتبقى إلى غاية فجر الصباح ثم تغيب عن الأنظار، مثل هذه الأساطير المستوحاة من حكايات القدماء يفضل الجميع خاصة الوافدين من بعيد سماعها والتمتع بها. ورغم أن رواية القطارة عبارة عن أسطورة، إلا أنها تحولت في وقت قريب إلى مقصد للصيادين والشعراء وحتى العائلات.
وحسب بعض زوار القطارة، فإنهم يجدون راحتهم خاصة بعد الغروب في هذا المكان الهادئ الذي تتزاوج مياهه العذبة مع البحر مع التضرع إلى الله ليفرج عن كل مهموم.
غير أن عدم احترام بروتوكول الوقاية من فيروس كورونا أضحى يهدد بسيناريو قاتم خلال الأيام المقبلة.
أنفال. خ