عبر “ديوان القراقوز” .. ولد عبد الرحمان كاكي يعود هذا الأسبوع

عبر “ديوان القراقوز” .. ولد عبد الرحمان كاكي يعود هذا الأسبوع

 

أعلن مسرح قالمة الجهوي، عن عرض العرض الشرفي للمسرحية القديمة المتجددة “ديوان القراقوز” للمسرحي الراحل ولد عبد الرحمان كاكي، في الأسبوع الأول من شهر أوت.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية على لسان أمين قرنين المتحدث باسم المسرح المذكور، أنّ العمل الذي أخرجه أحمد مرزوقي، سيكون “على مستوى أحد الهياكل الثقافية الكبيرة بولاية قسنطينة”، مرجعاً ذلك إلى عملية التهيئة الجارية حاليا بكل من مسرح قالمة ودار الثقافة عبد المجيد الشافعي بقالمة.

وأوضح قرنين أنّ هذه المسرحية التي تمّ إنتاجها بدعم من وزارة الثقافة والفنون تمثل ثاني عمل فني ينتجه المسرح برسم 2023 بعد “مدينة الزمرد” الموجهة للأطفال، مضيفاً أنّ العمل جاهز حالياً للعرض وذلك بعد قرابة شهرين من التدريبات.

وأفيد أنّ “ديوان القراقوز” تندرج في إطار ما يُعرف بـ “الكوميديا دي لارتي” التي تعد إحدى أشهر أنواع الكوميديا العالمية المعروفة بالارتجال، يتناول قصة ممتعة في قالب أسطوري خرافي يرويها الممثلون الذين يشكلون حلقة على الخشبة، مبرزاً أنّ عبد الوهاب بوحمام نهض بالمعالجة الدرامية رفقة أحمد مرزوقي.

وتروي المسرحية حكاية ملك يخرج للقتال ويترك زوجته حاملاً، ويغيب عن القصر لمدة 18 سنة، حيث تضع الزوجة في غياب زوجها الملك توأما ” بنت وولد” لتتوالى الأحداث بعدها بعد تدخل أم الملك التي تعمل كل ما في وسعها لإبعاد الطفلين عن القصر برميهما في النهر، حيث تعثر عليهما أسرة بسيطة وتربيهما وحينما أصبحا في عمر الشباب اكتشفا حقيقتهما وقررا البحث عن والديهما.

وترى الباحثة نادية غوار أستاذة بقسم الفنون بجامعة مستغانم أن الكاتب والمخرج المسرحي ولد عبد الرحمان كاكي كانت له الأسبقية في تطوير المسرح والمسرح التجريبي على وجه الخصوص في الوطن العربي.

وأوضحت الأكاديمية نادية غوار في دراستها الأخيرة حول أحد أعمدة المسرح الجزائري “عبد القادر ولد عبد الرحمان” والمعروف باسم “ولد عبد الرحمان كاكي” (1934-1995) أن كاكي الذي كان متذوقا مميزا لأعمال رواد المسرح على غرار ستانيسلافسكي، كرايغ، مييرخولد، بيسكاتور، وبريشت، بدأ حراكه التجريبي اعتبارا من سنة 1958، حيث استحدث مخبرا مسرحيا وكثف من تطبيقات مغايرة في اشتغاله على مراكحات “كارلوغوزي”، “يوجين يونسكو” و “بيكيت”.

وقالت المتحدثة إن التجريب في مسرح كاكي قام على توظيف الكثير من الأساطير الشعبية وأغانيها وبلورتها في شكل مسرحي شعبي، حيث استمر وفرقته في البحث والتنقيب عن المكونات، الطقوس والعادات الشعبية.

ومن أهم أعماله المسرحية المتميزة التي لا زالت تعرض لحد الآن مسرحية 132، التي عرضت أول مرة عام 1963 بمستغانم وأعيد عرضها في الجزائر العاصمة في الذكرى الأولى لاستقلال الجزائر أين حضرتها شخصيات كبيرة على غرار الرجل الثوري إرنستو تشي غيفارا، إضافة إلى مسرحيات أخرى على غرار بني كلبون، شعب الليل، الشيوخ، إفريقيا قبل سنة، ديوان القراقوز، القراب والصالحين، كل واحد وحكمه وغيرها من الأعمال، كما نال العديد من الجوائز منها الجائزة الكبرى بالمهرجان المغاربي الأول عام 1963 بمدينة صفاقس بتونس، كما نال الميدالية الذهبية بالمهرجان العربي الإفريقي تونس سنة 1987، والميدالية الذهبية بمهرجان المسرح التجريبي القاهرة عام 1989 مناصفة مع المسرحي العالمي بيتر بروك.

ب\ص