خصّصت منصّة بث “نتفليكس” شهر جويلية الحالي للاحتفال بالمخرجات العربيّات، وذلك عبر إطلاق باقة باسم “لأنّها أبدعت”، تضم 21 فيلماً لسينمائيات عربيات، تتناول مواضيع مختلفة وتتنوّع بين وثائقي ودرامي.
تحتوي الباقة، التي تنطلق اليوم، أعمالاً أشاد بها النقاد لمخرِجات من الجزائر ومصر والأردن والكويت ولبنان والمغرب وفلسطين والمملكة العربية السعودية والسودان وسورية وتونس.
وتقدّم الباقة لمحة عن القدرة الإبداعية لبعض المواهب النسائية في مجال السينما من عالمنا العربي. وعلى الرغم من أنّ هذه الأفلام تتميّز بطابع وببصمة عربية أصيلة، إلّا أنّ المواضيع التي تناقشها تُلامس النساء في جميع أنحاء العالم، وتجمعهن معاً من خلال محتوى مؤثر وجميل يعبّر عن اهتماماتهن وشغفهن.
ومن الأفلام المقرّر عرضها “باركور” للمخرجة الجزائرية فاطمة زعموم.
وتدور أحداث الفيلم في نصف يوم فقط بقرية بعيدة عن المدينة عندما يتجه الجميع إلى قاعة الأعراس لأسباب متباينة، منهم البائع المتجول والعاملة في المطبخ والمغنية وغيرها، لديهم جميعًا دوافعهم المختلفة لحضور زفاف خالد وكميلة.
ويناقش الفيلم واقع مجتمعاتنا العربية والأفكار والعادات والتقاليد، والأحكام المسبقة وكذا التهميش المتعمد للمرأة، وكذا المخدرات وظاهرة التفكك الأسري وموضوع أزمة السكن بطابع جديد ومختلف عن الطرق الكلاسيكية.
ويشارك في بطولته عديلة بنديمراد، عبد الرحيم بعرور، لبنى بوشلوخ، محمد بونوغاز، نجية لعراف، هدى هاشمي، نزيم حلاجة، محمد لاترام، عبد الرحيم بروان، محمد بريك شاوش، ربيعة سلطاني والطفلة لالي.
تعتبر فاطمة الزهراء زعموم واحدة من الأسماء السينمائية، التي تشتغل على أكثـر من صعيد، تحفر في تجارب فنية مختلفة.. تربت وكبرت في برج منايل وتخرجت في سن الواحدة والعشرين (1988) من المدرسة العليا للفنون الجميلة. وتتنقل مباشرة إلى فرنسا أين درست السينما وتخرجت من جامعة السوربون (1995). أصدرت أعمالا أدبية وأخرى متخصصة في الفنون الجميلة، من بينها ”25 فنانا جزائريا” (1995)، ”إلى الراحلين”(1999) و”كيف دخنت كتبي”(2003).
وبرزت في فضاء السينما، ونالت اهتماما في فرنسا وفي الجزائر، عبر الفيلم القصير الموسوم ”كرة من الصوف” (2005) الذي سافر عبر كثير من الدول والمهرجانات العالمية ونال كثيرا من الجوائز والتشريفات.
ويعد فيلم “زهار” هو أول فيلم روائي لها عام 2009، والذي يصف مشاهد العنف الذي عاناه الجزائريون في التسعينيات وفي عام 2011 أنتجت فيلمها الروائي الثاني ”قديش تحبني”.
وكانت “نتفليكس” قد قالت في بيان: “نأمل أن تكون هذه الأصوات مصدر إلهام للمجتمع الإبداعي الأوسع، وأن تُلقي الضوء على أهمية التمثيل العادل للأعمال السردية، وإنّنا لنفخر بالمساهمة في تعزيز دور المرأة في صناعة الترفيه في المنطقة، ونرى بأن وجود أعداد أكبر من النساء خلف الكاميرا سيكون له تأثير كبير على طريقة تقديم المرأة أمام الكاميرا”.
وأشار البيان إلى أنّ “نتفليكس” أطلقت العام الماضي مبادرة “لأنها أبدعت”، كجلسة حوارية بمشاركة مخرجات عربيات، تتناول تطوّر دور المرأة في صناعة الأفلام في العالم العربي.
وأضاف: “وفي أعقاب النجاح الذي حققته الندوة. عمدنا بالتعاون مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي إلى استضافة النسخة الثانية من “لأنها أبدعت” على شكل جلسة حوارية مع الممثلة الشهيرة هند صبري، ونطمح من خلال إطلاق هذه الباقة تسليط الضوء على أعمال بعض صانعات الأفلام من جميع أنحاء العالم العربي وعرضها أمام جمهور عالمي أوسع”.
ب/ص
