نجح عدة أطفال يعانون من اضطرابات نفسية في تجسيد أعمال مسرحية فردية وجماعية بوهران، من خلال العلاج عن طريق التمثيليات المسرحية النفسية الجماعية، حسب ما استفيد لدى الجمعية صاحبة المبادرة.
وسمحت هذه الطريقة التي تعرف بـ”السيكودراما” بدمج نحو 30 حالة من ضمن 500 متخرج، بعد أن تلقوا تربصات حول “المبادئ الأساسية للمسرح” المنظمة من قبل الجمعية الثقافية “الآمال” خلال السنوات الماضية، كما أضاف رئيسها المسرحي محمد ميهوبي.
كما شارك أغلبيتهم في عدة أعمال مسرحية آخرها “واجدين” التي جسد أدوارها 14 ممثلا في الدفعة الـ15 التي تخرجت مؤخرا، كما أشار إليه ذات المسرحي.
وتعتمد هذه الجمعية التي تستقبل حالات تعاني من الانطواء والقلق والتوحد وفرط الحركة ومشاكل النطق (التلعثم) برنامج التمثيليات المسرحية النفسية الجماعية أو ما يعرف بـ”السيكودراما” وفق رئيس الجمعية.
وقد تم التكفل بهؤلاء الأطفال بعد أن تم توجيههم من قبل أخصائيين نفسانيين الذين يقترحون عليهم ممارسة النشاط الثقافي الذي يعد المحطة الأخيرة للعلاج النفسي وفق محمد ميهوبي، مبرزا “أن أغلبية هذه الحالات تختار المسرح للتغلب على اضطراباتها النفسية”.
وتوفر ذات الجمعية التي تلقى عدة طلبات من أولياء يعاني أبناؤهم من اضطرابات نفسية كافة الوسائل البيداغوجية والتقنية والفنية لدمجهم في أفواج مسرحية لا تزيد عن 15 فردا لممارسة تمارين وتدريبات جماعية في التأمل والتركيز وتبادل الأدوار في التمثيل والارتجال في أجواء يسودها المرح، كما أشير إليه.
كما تستعين الجمعية في التكفل بهذه الشريحة من الأطفال بأخصائية نفسية لتقدم لهم استشارات، وفق رئيس الجمعية التي تسعى إلى إدخال مختصين في علم النفس في جلسات التمثيليات المسرحية العلاجية لمرافقة الفريق المشرف عليها.
ومكنت “السيكودراما” التي تعد وظيفة من وظائف مسرح الأطفال، من تحسين مهارات التواصل الاجتماعي وتقوية لديهم قنوات الحوار مع أوليائهم والمحيطين بهم، لا سيما منهم الذين يعانون من الانطواء والتلعثم، كما عززت لديهم أواصر الثقة فيما بينهم وبين المجتمع، وفق رئيس ذات الجمعية.
وتسمح هذه التدريبات للطفل بإنجاز عمل مسرحي فردي يعبر فيه بتلقائية عن مشاكله وصراعاته الداخلية وإحباطاته والتخفيف عن آلامه بسبب حالته النفسية، حسبما ذكره المسرحي محمد ميهوبي، لافتا إلى أن “أغلبية المشاهد المسرحية المجسدة من قبلهم تروي حكاياتهم دون أن يشعروا بذلك”.
وفي هذا الشأن يقول المراهق حميد الذي يعاني من الانطواء ويتابع العلاج بطريقة “سيكودراما”، “لقد وجدت ضالتي في المسرح الذي جعلني أشعر بفرحة لما اعتليت الخشبة من خلال اندماجي في المجموعات المسرحية وأصبح لدي أصدقاء خارج محيط المسرح”.