عبد المعطي حجازي: العربية الآن هي اللغة المسموعة المتداولة في الجزائر

elmaouid

شدد الشاعر المصري الكبير أحمد عبد المعطي حجازي أن التعريب كان هدفا أساسيا للجزائر المستقلة لأن الجزائر لا تسترد حريتها إلا إذا استردت لغتها. فإذا استردت لغتها القومية الناطقة بما تشعر به وتحس،

استردت نفسها وعادت من غربتها وشعرت بالأمان.

وكتب حجازي في مقال نشره بالأهرام المصرية:” قد لمست هذا في زيارتي الأخيرة. فالعربية الآن هي اللغة المسموعة المتداولة بينما كانت الفرنسية هي السائدة في زيارتي الأولي. وفي الجزائر الآن جيل جديد من الشعراء والروائيين والصحفيين الذين يكتبون وينظمون بالعربية الفصحى وأحيانا بالدارجة في مقدمتهم مفدي زكريا شاعر الثورة، وعز الدين ميهوبي، والروائي طاهر وطار، والروائي واسيني الأعرج. فضلا عن المطربين والمسرحيين والسينمائيين”.

وأوضح “ليس معنى هذا أن الجزائريين نسوا الفرنسية أو قطعوا صلتهم بها. لا، فالفرنسية التي كانت منفى في أيام الاستعمار تحولت إلى فضاء مفتوح ونافذة مضيئة يتواصل من خلالها المثقفون الجزائريون مع الثقافة العقلانية والتفكير المتحرر كما نرى في أعمال كاتب ياسين ومحمد ديب، وآسيا جبار، وجمال الدين بن الشيخ، ومحمد أركون وغيرهم من الجزائريين الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي باللغة الفرنسية، في الوقت الذي تحاول فيه جماعات الإسلام السياسي في الجزائر أن تستخدم العربية في فرض الاتجاهات المتطرفة وفي إعادة الجزائر إلى ما كانت عليه في عصور الظلام. وكما حدث لفرج فودة ونجيب محفوظ عندنا حدث للطاهر جاووت الشاعر وعبد القادر علولة المسرحي في الجزائر فقد اغتالهما الهمج المتطرفون. لكن الجزائريين الذين انتصروا على المستعمرين انتصروا على الإرهابيين، وبقي عليهم وعلينا أن نتخلص من الفكر المتخلف الذي يصنع هؤلاء ويحركهم”.

وأنهى حجازي الذي يعد أحد أصدقاء الثورة الجزائرية “لست أجد ختاما لهذا الحديث أفضل من العمل المشترك الذي يرمز للقرابة الحميمة التي تربط المصريين بالجزائريين، وهو النشيد الوطني الجزائري الذي نظم كلماته الشاعر مفدي زكريا ولحنه الفنان محمد فوزي”.

وكان عبد المعطي حجازي دعا عز الدين ميهوبي إلى ضرورة تكثيف التواصل والتكاتف بين الجزائر والدول العربية، خاصة أن الثقافة الجزائرية أخذت حيزا معتبرا وكبيرا في الفضاءين عربيا ودوليا.

وشدد أحمد عبد المعطي حجازي، خلال لقاء بوزير الثقافة على التوحد من أجل إعلاء كلمة العرب، ودار الحديث بين حجازي وميهوبي حول قضايا الوضع الثقافي الراهن في البلدان العربية.

وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كرم الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، بمنحه وسام الاستحقاق، نظرًا لوقوفه إلى جانب الثورة الجزائرية بأشعاره منها قصيدة أوراس عام سنة 1959.