عبد القادر فيدوح أكاديمي من مواليد مدينة معسكر، عام 1948 عمل لسنواتٍ طويلة في “جامعة وهران”، و”جامعة الفاتح” بليبيا، و”جامعة البحرين”، ثمّ في “جامعة قطر” يهتمّ في دراساته بالنظرية النقدية المعاصرة، وبنظرية السرد والدراسات السيميائية، له ما يزيد عن خمسين كتاباً، كان آخرها “التسامي في الشعر العربي” كما له عددٌ من الأعمال قيد النشر، ومن بينها “الخطاب الواصف ومؤولاته في الشعر المعاصر”، الذي سيصدر قريباً.
أما آخر عمل صدر له منذ أسابيع وكان بالاشتراك مع مجموعة من الكتّاب، هو كتاب “حارس الحكايات”، لتكريم الأديب فيصل درّاج.
الموضوع الذي يشغل باله هذه الأيام هو الهُوية والذاكرة، وعلاقة الرواية بالتاريخ؛ من منظور أن هناك ارتباطًا فطريًا بين التّاريخ والفنّ الروائي، إذ أنّ كليهما يتضمّن سرد الأحداث بشكل قصصيّ، ولوجود هذه العلاقة بين الفن والتاريخ، يتَّجه إلى قراءة هذا المصدر الثريّ، وهضْم صوَره، وصياغة موضوعاته صياغةً حيّةً نابضة؛ لتغدو وسيلةً للتعبير من خلالها عن استدعاء الذاكرة بما يخدم المستقبل.
وهل هو راض عن إنتاجاته يرد قائلا: “بكلّ تأكيد. بعد رحلة طويلة مع المنهج التأويلي، استطعت أن أسهم في تأصيل طرائق تحليل النصوص، إذ أن معظم دراساتي ــ التي تربو على الخمسين كتاباً ــ تُعنى بالدراسات التطبيقية للمنجز الأدبي والفكري. ولو قيض لي البدء من جديد، كنت حتماً سأختار ما تمّ اختياره في البدء، وهو المنهج التأويلي الذي بدأت به أوّل كتاب لي عام 1981، وكان عن الشعر القديم”.
ويعد عبد القادر فيدوح من أنصار التغيير الذي يستند إلى تغيير الوعي الفكريّ. ويقول في هذا الشأن “صحيح أن الجميع يفكّر في تغيير العالم، ولكن قِلّةٌ فقط يفكّرون في تغيير أنفسهم. أوّل خطوة للنجاح هي تغيير الذات من داخلها؛ لكي تصنع نفسها بما تستحقّ، نحو الأسمى. أُضيف إلى ذلك أنّ في إمكان المرء أن يبدأ من أيّ موقف؛ لأنه وحده مَن يستطيع أن يرفع من هِمّته؛ لذلك يكون التغيير واجباً فإذا نجح المرء في تغيير ذاته، عندها يمكن أن يشعر بقيمة النهضة، وبالاستكمال، والإنماء، وبكلّ ما يُرادُ له من الازدهار والنجاح تباعًا والحال هذه أن قناعتي: أن لا تغيير من غير مرونة، أو من دون تفكير.
ب/ص