وجّه الكاتب والإعلامي عبد العالي مزغيش انتقادات واسعة لما حدث ويحدث في وزارة الثقافة مثلما كتب عن فساد ونهب للأموال العامة. ويستعيد تلك اللحظات وماذا حققت من نتائج قائلا في حوار خص به موقع”العرب” اللندني “لم أكن وحدي، كنا مجموعة من الشعراء والسينمائيين والمسرحيين والموسيقيين، شكّلنا مجموعة صلبة وما زلنا كذلك، اجتمعنا عدّة مرات، وهيّأنا الظروف لإطلاق بيان للمثقفين والفنانين سرعان ما تلقفته الساحة الثقافية والتحق به المئات في ظرف وجيز. تحمّلنا مسؤولية مواجهة مسؤولي الثقافة وحمّلناهم الوضع الكارثي الذي يشهده القطاع ولم نمارس معهم لعبة الغمّيضة التي يفضل بعض الأدباء ممارستها حفاظا على مكاسبهم”.
ويعتبر الشاعر أن ما قام به مع غيره “حراك ثقافي سبق الحراك الشعبي في 22 فيفري بحوالي خمسة أشهر”. وتابع شارحا:”وحين جاءت الثورة السلمية وجدنا الأرضية جاهزة لمواصلة النضال ضد الفساد وتغوّل اللصوص في قطاع الثقافة واستبداد بعض الإداريين على حساب تحسين أوضاع الفنانين والأدباء. وبصراحة، كنا نأمل في الوزير السابق للثقافة عز الدين ميهوبي أن يتكفّل بمطالب المثقفين مباشرة بعد تعيينه وزيرا، فهو ابن القطاع ومحسوب على فئة الكتّاب. وكم كانت صدمتنا فيه قوية ومؤلمة، فبدل أن يعلن ثورة على بقايا خليدة تومي والنخب المغشوشة، قرّب إليه هؤلاء واستبعد كل الأصوات المنادية بالتغيير”.
ويضيف “الحراك يجب أن يشمل ذهنياتنا كجزائريين ويغيّر من سلوكياتنا ونظرتنا إلى أنفسنا وإلى الآخر، فنحن بلد عرف عزلة ثقافية ودولية رغم كل المحاولات لإنعاش الوضع. وعلى النخب أن تلعب دورا أكبر مما تفعل، وأهم مما هو كائن، وآمل مخلصا أن يفتح المثقفون نقاشات واسعة حول مآلات الحراك، وسبل مواكبته أدبيا وفنيا”.
ويتابع الشاعر “من أجل الحفاظ على مكاسب هذا الحراك، وكي لا يحصل انقلاب على ما حققه ويحققه الحراك يقترح: لابدّ من صنع لحظة فارقة تطلق عهود الأنظمة البائدة، وليس هنا المعني نظام الرئيس السابق فقط، فالنظام كان واحدا منذ 1962.
ب/ص