“زمورة العالمة” هو مؤلف تاريخي بوثائق تنشر لأول مرة للكاتب عبد الحليم بن خضير بوبكر، قامت بطباعته وإصداره دار “خيال”، جمع فيه صاحبه أسماء العلماء الذين تركوا بصماتهم واضحة في تاريخ أحد أكبر وأعرق مدن برج بوعريريج العتيقة ممن برعوا في الفقه والشريعة والأدب والتفسير، إبان الاحتلال الفرنسي الغاشم، حيث كانت لهؤلاء إسهامات كبيرة وعظيمة في الحفاظ على هوية جزء من الشعب الجزائري.
الكتاب فضل صاحبه أن يوزع معلوماته على فصلين، الأول تطرق فيه للمسيرة المضيئة وحياة 17 عالما، فيما عرض في الفصل الثاني ثمانين رسالة نادرة ذات قيمة تاريخية وأدبية تعبر عن الحياة الثقافية والتاريخية لأعلام المنطقة كان يتبادلها علماء ومشايخ زمورة فيما بينهم وبين باقي العلماء في مختلف ربوع العالم الإسلامي.
ويعتبر الكتاب سابقة في التاريخ الثقافي للمنطقة وأعلامها، إذ لم يسبق أن تناول كاتب هذا الإرث الثقافي بهذا المنوال سوى بعض الكتابات التي تناولت شخصيات معينة عن منطقة برج زمورة.
وقبل “زمورة العالمة”، صدر للكاتب عبد الحليم بن خضير بوبكر كتاب بعنوان “مدخل إلى تاريخ العائلة البوبكرية بزمورة”، وهي عائلة عريقة لها إسهاماتها العلمية والروحية في المنطقة، ومن بين أفرادها البارزين سيدي عثمان بن سيدي امحمد وابن عمه سيدي علي بن سيدي الطاهر. وتشتهر مدينة زمورة الواقعة في برج بوعريريج بأنها مدينة العلم.
وتقع بلدية زمورة بالجهة الشمالية لولاية برج بوعريريج على بعد 30 كلم يربطها بالولاية الطريق الوطني رقم 76 يعود تاريخها إلى حوالي 2000 سنة استوطنها الرومان وسكانهــا الأصليون بني فرقان وقبائل عجيسة ثم استوطنها الأتراك
وأقاموا بها محمية قلعة زمورة، ولعل هذا هو السبب في التنوع الثقافي والسياحي للمنطقة، معطيا إياها سحرا وجمالا منفردا، من أهم معالمها عيـن السويقة، قصبة زمورة، المدرسة القديمة أو الكوليج، بالإضافة إلى أحيائها العتيقة وبلدية برج زمورة عرفت هي الأخرى اقبالا كبيرا للسياح في السنوات الأخيرة، وشكلت مع بلدية تسامرت بحكم القرب الجغرافي أهم مسلك سياحي بولاية برج بوعريريج.
ب\ص
