عباس ريغي لـ “الموعد اليومي”: سأقتحم عالم التنشيط التلفزيوني والشباب مطالب بالابتعاد عن موسيقى لا تمثلهم

عباس ريغي لـ “الموعد اليومي”: سأقتحم عالم التنشيط التلفزيوني والشباب مطالب بالابتعاد عن موسيقى لا تمثلهم

كشف الفنان عباس ريغي لـ “الموعد اليومي” عن قرب دخوله عالم التنشيط، من خلال برنامج من إنتاج التلفزيون العمومي الجزائري، والذي يتم فيه استضافة فنانين اثنين في تالك شو مرفوقا بوصلات غنائية يؤديها ضيفا كل عدد.

وقال ابن مدينة قسنطينة إنه يتلهف لخوض هذه التجربة التي تضاف إلى رصيده الفني الثري، بصفته أحد أفضل وأجمل أصوات المالوف في الجزائر. يُعتبر عباس ريغي اليوم من أهم أسماء المالوف القسنطيني، وهو رغم شبابه يحفظ رصيدا موسيقيا ضخما ويحمل على عاتقه مسؤولية المحافظة على تراث منطقته، لا بل يمثّل حلقة في سلسلة تعود إلى قرون بعيدة في عصر انصرف فيه الجمهور الواسع عن الموسيقى التقليدية. وآثر عباس ريغي ألا يكون غير أحد حراس المعبد ليضمن المواصلة وحياة خالدة للمالوف، وشارك في أهم المهرجانات التي احتفلت بهذا النمط الغنائي وحصل على أكثر من جائزة في مسابقات خُصّصت له، وتظل صورته تُجمّل هذه الموسيقى بلباسه التقليدي محتضنا عوده وراسما البسمة على شفاهه وصادحا بصوته الرخيم ينشد أجمل القصائد بقصصها وعبرها.

وقال ريغي بأن المالوف بخير في الجزائر، وما يزال ينبض بالحياة من خلال أصوات شابة وواعدة، حاملة لمشعل هذا الفن العريق، ومكملة لمسيرة الشيوخ الذين أخلصوا لهذا التراث وتركوا لنا رصيدًا غنيًا نعتز به.  هذه الأصوات، التي نُعوّل عليها كثيرًا، تواصل أداء دورها في صون المالوف والارتقاء به، ليس فقط داخل الوطن، بل أيضًا خارجه.  وأضاف: “نحن نعمل بكل جدية من أجل المحافظة على هذا اللون الموسيقي، ونعمل على الترويج له في مختلف المحافل الدولية، من خلال الجولات الفنية والحفلات التي نقيمها في العديد من المدن العالمية، على غرار باريس وتونس وسوريا وإسبانيا، وغيرها من العواصم التي نستحضر فيها روح المالوف، ونعكس من خلالها غنى التراث الجزائري الأصيل”. وتابع: “لا يمكن إنكار الدور الفعّال الذي يضطلع به الشباب والجمعيات الثقافية في الحفاظ على الموسيقى الأندلسية والترويج لها، إذ يشكّلون اليوم العمود الفقري للحركية الجمعوية في هذا المجال. ففي مختلف المدن الجزائرية، لا سيما تلك التي تُعدّ مراكز تاريخية لهذا الفن، نلحظ جهودًا جبارة تُبذل لإحياء هذا التراث، سواء من خلال تنظيم التظاهرات والمهرجانات، أو عبر إنشاء مدارس موسيقية تُعنى بتكوين جيل جديد من العازفين والمنشدين”. ودعا ريغي الشباب إلى ضرورة أن يهتم بالتراث الموسيقي الكلاسيكي الجزائري ويتعلّمه، ويحاول أن يبحث عنه. ومن المؤسف، أن هناك بعض الشباب لا يستمعون إلى الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية، ويهتمون بدلًا من ذلك بالموسيقى السطحية والموسيقى التي لا تمثّلهم”.

ومن لا يعرف عباس ريغي، فهو من مواليد 1984، اهتم منذ ريعان شبابه بالموسيقى الأندلسية في نوعها المالوف الذي تمثله المدرسة القسنطينية، إلى جانب النوعين ”الصنعة” بالجزائر العاصمة و”الغرناطي” بتلمسان.  وبعد فترة قضاها بـ ”زاوية رحمانية” وجمعية ”العقيقة العيساوية”، حيث تشبّع بالنوع الصوفي، اختار المالوف، الذي أصبح فيما بعد نوعه المفضل. وفي سنة 2002 انخرط في جمعية ”تلاميذ معهد المالوف” التي كانت تحت قيادة الشيخ قدور درسوني، الذي كان يرى في شخص تلميذه ريغي، ”أحد الأصوات الرائعة في المستقبل”، وبدأ في تلقينه التحكم في الإيقاع. ويحوز عباس ريغي على أربعة ألبومات في السوق، وهي ”مجروح” (2010) و”زادني هواك غرام” (2012) و”أما سبة لأحباب” (2016) وكذا ”صالح باي”، وأيضا خلاصة أربعة أقراص مضغوطة حول الأغنية القسنطينية في مختلف أنواعها، تحت عنوان ”ألوان قسنطينة”.

ب\ص