عام التفاؤل -الجزء الثاني-

 عام التفاؤل -الجزء الثاني-

خامس القواعد الذهبية:  إنه الجديد، نقاط تميزك في هذا العام، بماذا ستتميز في هذا العام؟ إذا نظرت إلى العام الماضي ماذا ستضيف في قاموس التعامل مع الله في هذا العام؟ كنت في العام الماضي محافظا على الفرائض وربما لم تكن في عالم النوافل، فأخذت العزم في هذا العام أن تكون نقطة الإضافة المحافظة على السنن الرواتب، ليبنى لك في كل يوم قصر وبيت في الجنة، اجعل لك شيئاً جديداً يضاف لصفحتك في هذا العام، ذاك في التعامل مع الله، خذ في التعامل مع الناس، أخلاقك، سلوكياتك.

سادس القواعد الذهبية : حافظ على إنجازاتك السابقة وذلك بتحسينها، في العام المنصرم كان بينك وبين الله من الإنجازات التي كُتبت في صحيفة الأعمال، حافظ عليها، طورها، احرص على ألا يفوتك شيء منها، كنت محافظاً على الصلاة لكن ثمة شيء في الصلاة، صلاة بلا خشوع، فهل يمكن في هذا العام أن تكون الصلاة بخشوع، كان في العام الماضي ورد من القرآن لا ينقطع، إلا أنها قراءة بدون تدبر، كنت في العام الماضي أحافظ على صلة الرحم، سأحافظ على صلة الرحم لكنني سأوسع دائرة الأرحام.

سابع القواعد الذهبية : سابق إلى المقدمة وإياك والغبن، إن ثمة سباق واضح في المسير إلى الله جلا في علاه، كانوا يقولون: أي العمل أفضل يا رسول الله؟ كانوا يقولون: ادع الله أن أكون منهم، كان يقول: لأسبقن أبو بكر اليوم، كانوا يقولون: ذهب أهل الدثور بالأجور يا رسول الله، هكذا كانوا يسابقون، كان الواحد فيهم يستشعر أنه في سباق، وأن ثمة مقدمة، وأن ثمة ازدحام في أول الطريق وأن آخر الطريق لا زحام فيه، وأننا بحاجة إلى مسابقة لنتقدم إلى المقدمة، احرص على أن تسابق، على أن تنافس، إياك أن تخذل يوم القيامة، إياك أن تأتي يوم القيامة تشعر بغبن أن ثمة فرصة أتيحت لي في الدنيا لأسبق وتأخرت، اقرأ سيرهم، صاحبهم إن كانوا حولك، نافسهم، اقرأ ماذا يصنعون ويفعلون، واحرص على أن تكون أسبق منهم إلى الله جلا في علاه.

ثامن القواعد الذهبية: أنقذه وشاركه الأجر، نعم اجعل لك في هذا العام شعارا أنني سأنقذ إنسانا من مستنقعات الضلال وآخذه إلى أماكن الهداية، هذا العام احرص على أن تكون داعية إلى الله، فكر في أسرتك، وسع الدائرة قليلا في أصحاب العمل والجيران، وقل فلان سأعمل طوال هذا العام على فلان، سأنصحه، سأكلمه، سأكون معه باللطف، باللين، بالتوجيه، بالكلمة السديدة، سأقترب إلى قلبه، قال صلى الله عليه وسلم “فواللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم” متفق عليه.

تاسع القواعد الذهبية: املأها لتسعد بها، إنها صحيفة أعمالك، اشحن كل أوقاتك التي كانت في السابق تضيع عليك اشحنها بطاعات، سابق الملك في التسجيل للحسنات، احرص على أن يكون شغلك الشاغل أن تملأ يومك كله بالطاعات، في ذهابك، في قدومك، وأنت ذاهب إلى العمل، قادم إلى البيت، تستطيع أن تستغفر، أن تذكر الله، أن تصلي على النبي عليه الصلاة والسلام، أن تفعل أي شيء، اشحن الوقت بطاعة الله جلا في علاه، اشحن الوقت بطاعة الله واحرص على أن يكون من هذه الطاعات شيئاً من خبيئة الأعمال التي لا يعلم عنها أحد، لا يطلع عليها أحد، لا يراها أحد، زوجتك، أبناؤك، أقرب الناس إليك لا يعلمون، وإنما الذي يعلمه فقط هو الله، وقد أخفيت عملك لأنك تريد ما عند الله جلا وعلا.

آخر القواعد في عام مليء بالتفاؤل: لابد أن تعامله على أنه العام الأخير في حياتك، انظر إلى هذا العام على أنه العام الأخير في حياتك، قال: صلوا صلاة مودع، إنما هذه الدنيا تحتاج أحيانا إلى قصر الأمل وما ضر الإنسان إلا طول الأمل، فلو نظر الإنسان على أن هذا العام هي الفرصة الأخيرة التي أتقرب بها إلى الله، أتعامل مع كل يوم على أنه لن يعود، وهو بالفعل لن يعود، وقد لا تمكَّن أن تعود إلى مثله من عامٍ قابل، إن التعامل مع هذا العام على أنه الفرصة الأخيرة يرفع الهمة، ويقوي العزيمة، ويجعل من الإنسان يتحرك في طاعة الله جلا في علاه.