عام كامل مضى، انزع تقويمك القديم وضع مكانه الجديد، عام فيه محاسبات، كم من واجبات ضيعت ومحرمات انتهكت، ليس حديثنا اليوم عن الماضي، بل حديثنا عن القادم والقادم الأجمل، إنها لغة التفاؤل لعام جديد، نستقيها من منهج المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، لا تعني أن الإنسان يترك المحاسبة وإنما هي لغة أخرى لاستقبال عام جديد، فيه تفاؤل وابتسامة وأمل ممزوج بعمل، سأنثر بين أيديكم اليوم قواعد، هي عشر قواعد، هي القواعد الذهبية العشر لاستقبال عام هجري جديد يصنع منك شيئاً آخر بإذن الله، لنجعله شعار عام مختلف في حياتنا:
أولى هذه القواعد: مشروعك في الحياة، مشروعك في الحياة، امرأة سوداء مشروعها نظافة المسجد، وأبو هريرة مع حفظ الحديث، وخالد في القتال، ومحمد الفاتح للقسطنطينية، والسميط لدعوة إفريقيا، والألباني لتصحيح الحديث، كلٌ تبنى مشروعاً في قاموس أولئك الناجحين، وأنا وأنت ما هو مشروع الحياة الذي نُقبل فيه على فاطر الأرض والسماء؟ ما هو أعظم مشروع تقف به بين يدي الله جلا في علاه؟ إن كان لك مشروعاً واضحاً فاستمر على الخطوات التي توصلك إليه، وإلا فاختر مشروعاً واضحاً محدد الملامح تعيش عليه حتى ترتفع قدرا عند الله جلا في علاه.
ثاني القواعد الذهبية: ضاعف أيام العام، ٥٦٣ يوما هي أيام السنة على التقويم، على الحساب الفلكي، على حسابات الدنيوية لا تستطيع أن تزيد يوما واحدا خلال هذا العام، ٥٦٣ يوما لكنك تستطيع أن تضاعف أيام العام في التعامل مع رب البرية، أعمال تعملها فيضاعف الله لك فيها الأجر وكأنها مئات السنين، القرآن الذي تقرؤه وحروفه المضاعفة، لك أن تتصور أنك تستطيع أن تحج في هذا العام مئات الحِجج يوم تجلس بعد صلاة الفجر إلى الإشراق لتنال بعد ذكر وعبادة وصلاة حجة وعمرة تامة تامة تامة، لك أن تتصور أن صيام عاشوراء القادم يُغفر به ذنوب عام.
ثالث القواعد الذهبية: إنه عام لا يغادر، كيف لا يغادر؟ سيمضي هذا العام، سينتهي بوجودنا أو بغير وجودنا، سيأتي العام الذي بعده، نريد عاماً لا يغادر، يبقى، يبقى بأعمال باقية، إنها الأعمال التي فيها بقاء واستمرار، الصدقات الجارية، قال عليه الصلاة والسلام: “سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهنَّ وهو في قبرِه بعد موتِه” سبعة ستظل، ستبقى ولو انتهت السنة ستبقى لك، قال: ” من علَّم علمًا؛ أو كرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلًا، أو بنى مسجدًا، أو ورَّث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موتِه” صححه الألباني.
رابع القواعد الذهبية: ما عنوان صفحتك في كتاب الدنيا؟ للدنيا كتاب عظيم وكبير، بدأت الكتابة فيه من لدن آدم عليه السلام، وستنتهي الكتابة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ستكون صفحةً من صفحات هذا الكتاب، ما عنوان صفحتك؟ بماذا سيتحدث الناس عنك بعد موتك؟ قال: “وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ” الشعراء: 85، ذكرٌ حسنٌ بعد موتك، سجل عنوان هذه الصفحة، انظر إلى أي الصفحات ستنضم في هذا الكتاب، الصادقين، المخلصين، القائمين الصائمين العابدين، من راقبوا رب العالمين، أو ستنضم إلى صفحات أخرى مكتوبة في هذا الكتاب.