مع بدء 2017، لم يبق سوى ثلاثة أشهر على اختتام تظاهرة “صفاقس.. عاصمة الثقافة العربية 2016” التي بدا وأنها تعيش حالة تذبذب متواصل في ظلّ عدم وضوح برامجها وإلغاء جزء منها.
من بين الفعاليات التي أعلن عن تنظيمها ضمن التظاهرة مشروع “بيت الحكاية” الذي يهتم بفن الحكواتي ومختلف أشكاله في البلاد العربية. وكان من المتوقّع أن يحتضن أنشطة “بيت الحكاية” منزلان أثريان في المدينة
العتيقة في صفاقس، غير أن الاشتغال على تهيئتها ما يزال متواصلاً، رغم أن التظاهرة الأم تكاد تنتهي.
وتمثّل الحل بالنسبة إلى المنظّمين في الاعتماد على مقاهي المدينة لتنظيم الحلقات السابقة من “بيت الحكاية”، وقد شارك فيها بالأساس حكواتيون من تونس مثل عبد الرزاق كمّون ورائدة مزيد وصالح الصويعي ويوسف البحري وغيرهم، ولم يشارك فيها من بقية البلدان العربية إلى الآن سوى آيت علي من الجزائر وأحمد سويلم من مصر وتونس.
ويبدو أن المشرفين على “صفاقس 2016″، قرّروا تنشيط “بيت الحكاية”، حيث جرى الإعلان عن سلسلة عروض، سيكون أولها في التاسع من الشهر الجاري مع الحكواتي الجزائري الطيب بوعمار، ثم في 20 من نفس الشهر، يعرض الحكواتي السوري نمر سلمون، وفي 11 من الشهر المقبل تجري استضافة مها صلاح من اليمن. يشير البرنامج الجديد للتظاهرة إلى أن كل حكواتي من هؤلاء سوف يقدّم عروضاً موازية في المدارس.
وما يحدث في “بيت الحكاية” يلفت إلى المشكلة الأساسية التي واجهتها “صفاقس.. عاصمة الثقافة العربية 2016″، وهي البنية التحتية الهشّة للثقافة في ثاني أكبر المدن التونسية. المفارقة أن تظاهرة تسمّي نفسها “بيت الحكاية” لم تجد لها بيتاً في “عاصمة الثقافة العربية”.