عادت من جديد العائلات التي ما تزال تقطن بإحدى العمارات القديمة على مستوى شارع “ميلوز” رقم 37 ببلدية الجزائر الوسطى بالعاصمة، لتجدد نداءها للسلطات الولائية، من أجل النظر في وضعيتها وترحيلها إلى سكنات لائقة مثلها مثل آلاف العائلات التي استفادت من شقق ضمن عمليات الترحيل، بدل الاكتفاء بترميم العمارات التي باتت على حد تعبيرها غير قادرة على التحمل أكثر، ودليل ذلك التشققات والانهيارات الجزئية التي تتعرض لها بمجرد تساقط زخات مطر.
وقالت بعض العائلات، إنها تعيش يوميا على أعصابها جراء الانهيارات الجزئية التي تمس سكناتها القديمة بشكل دوري، لاسيما مع موجة الأمطار التي عرفتها العاصمة مؤخرا، فبات شبح الموت يخيم على يومياتها لاسيما مع تبخر أحلامها في الحصول على شقق الكرامة ضمن برنامج الترحيل الذي تقوم به مصالح الولاية منذ 2014، مضيفة في السياق ذاته أنها تعاني داخل تلك السكنات الهشة، منذ أكثر من خمسين سنة، بسبب اهترائها وهشاشتها، وهذا راجع لتاريخ تجسيدها الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية.
وأبدى سكان العمارة استياءهم وتخوفهم من خطر الموت الذي يواجههم، بعد أن ازدادت الانهيارات الجزئية التي تعرضت لها سكناتهم، في السنوات الأخيرة، لاسيما الشرفات والسلالم، التي تشهد حالة جد متقدمة من التدهور، يحدث هذا أمام صمت ولامبالاة المصالح المحلية التي غضت النظر عن المخاطر الذي تتربص بهم يوميا، وباتت تهدد سلامتهم وسلامة المارة على حد سواء، ومصير الموت الذي أضحى هاجسهم، وكابوسا حقيقيا، مؤكدين في سياق حديثهم بأن البنايات المتواجدة بالحي، لم تعرف لحد اليوم سوى ترميمات سطحية وخارجية، دون إعادة ترميم الشقق، مما انجر عنها عدة انهيارات، وعليه طالبت العائلات الساكنة بالعمارات المهددة بالانهيار بهذا الشارع بضرورة تدخل المصالح الولائية من أجل الإسراع والتدخل العاجل، في قضية استفادتهم من سكنات اجتماعية لائقة، وذلك لإنهاء معاناتهم أمام الظروف الصعبة التي يقاسونها منذ عدة سنوات.
واستاء هؤلاء من سياسة التهميش التي تنتهجها المصالح المحلية في النظر إلى شكاويهم، التي رفعوها منذ عدة سنوات، للالتفات إلى وضعيتهم الحرجة التي تزداد سوءا بتزايد عدد الانهيارات التي تتعرض لها سكناتهم، مؤكدين أنهم قدموا عدة ملفات للاستفادة من سكنات لائقة، تنهي معاناتهم وتخوّفهم من الموت المفاجئ، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد من قبل المصالح المحلية، وإن تلقوا فتبقى على حد تعبيرهم وعودا كاذبة لم ترق للاستجابة لحد الساعة، لاسيما بعد أن برمجت عديد العمارات بالبلدية ضمن برنامج الترميم الذي تقوم به السلطات الولائية، وهو ما جعلهم يرفضونه لاسيما بعد فضيحة القصبة، التي أدت إلى وفاة عائلة بكاملها، مناشدين بذلك والي العاصمة، عبد الخالق صيودة، مرة أخرى، إنقاذهم من الموت تحت الأنقاض وترحيلهم نحو سكنات جديدة.
إسراء.أ