الجزائر – أكد المختص في علم الحشرات المزعجة والناقلة للأمراض بمعهد باستور بوبيدي سعيد شوقي، الأربعاء، ظهور أول أسراب البعوض النمر في 3 مدن ساحلية على الأقل هي العاصمة وتيبازة وجيجل، مشيرا إلى أن اتخاذ إجراءات استباقية قبل تكاثرها يبقى السبيل الوحيد لتفادي تبعات لدغاتها.
ولدى حلوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، شدد بوبيدي على ضرورة التأكد من جفاف كل الحاويات المحيطة بالمنازل، بدءا من الدلاء إلى غاية أكبر خزانات الماء المتوفرة في المنزل، خاصة غير المغطاة، لأن البعوض النمر سيكتفي بكميات صغيرة من المياه النقية من أجل التكاثر ووضع البيض، حتى الصحون التي توضع تحت إصيص النباتات يجب إفراغها. وتتكاثر البعوضة النمر في المياه العذبة النظيفة عكس البعوض العادي، كما أنها تلسع ضحاياها نهارا وخارج المنزل.
ويقول الطبيب بوعبيدي إن البعوض النمر يلسع في الأطراف السفلى للجسم، حيث يرمي لعابه في جسم الإنسان الذي يحوي عدة مكونات، أهمها مخدر يسمح له باستكمال عملية امتصاص الدم دون أن يشعر بها الضحية، وتترك اللسعة بقعا حمراء كبيرة والتهابات لأن جسمنا ليس له مناعة ضد هذا النوع من اللسعات.
غير أن الخبير بمعهد باستور طمأن بأن البعوض النمر المنتشر في الجزائر لا يمكن أن ينقل أي وباء إلا في حالة تنقل شخص إلى بلد آخر انتشر فيه هذا النوع من الحشرات، وزيادة عن الإزعاج وحمى الضنك كخطر أول، فإن البعوض النمر يعد شرسا لأنه يتسبب في تفاعلات على مستوى الجلد وحدوث التهابات وحمى تجبر المصاب على استشارة الطبيب وأخذ الأدوية، أما عن نقل الأمراض أو الأوبئة فالخطر غير موجود لأن البعوض النمر الموجود في الجزائر سليم من الأوبئة.
ووجّه المتحدث دعوة للعاملين في المكاتب البلدية للوقاية والصحة من أجل تكثيف عمليات التحسيس بأهمية الوقاية، لأن عمليات رش المبيدات لا يجب أن تكون عشوائيا أو دوريا، بل يجب أن يكون في حالات الانتشار الواسع فقط للبعوض، لأن المبيدات ضارة وسامة للعديد من الحشرات الأخرى، سيما النحل، ولكي لا تتشكل هناك مقاومة عند البعوض النمر لمادة الدلتاميتيرين وهي إحدى أهم المبيدات المسموح باستعمالها في الجزائر.
من جانب آخر أكد الدكتور بوعبيدي أن التحريات التي تم القيام بها مؤخرا تؤكد أن البعوض الذي انتشر في أم البواقي ليس البعوض النمر، وأنه من فصيلة تقرب له غير أنه أقل خطورة بكثير من البعوض النمر.
ويعود أصل البعوض النمر إلى آسيا الجنوبية، وانتشر منذ 40 سنة في القارات الخمس، فيما دخل الجزائر في 2015 حين تم تسجيل أول حالة انتشار في وهران، ليعم بعد ذلك في كل الشريط الساحلي.
ب. أمين