ظاهرة هي من أخطر الظواهر، انتشرت وعمَّت وطمَّت؛ ولذا كان من الواجب علينا النصح والتحذير والإرشاد، وبيان خطرها؛ ولِم لا؟ وهي تمس العقيدة، بل تمس الدين؛ إنها ظاهرة: سب الدين، والعياذ بالله، ليس من أعداء هذا الدين، وإنما من أبناء وبنات المسلمين. ظاهرة من أخطر الظواهر التي انتشرت على ألسنة كثير من المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ فأصبحنا نسمعها في الأسواق، والملاعب، والمقاهي، وفي المدارس، وفي أماكن التجمعات والزحام والطوابير، ولأتفه الأسباب. ظاهرة انتشرت وأصبحت ترددها ألسنة الكثير ومن جميع الأعمار؛ من الرجال والنساء، والكبار والصغار، بل ومن العجيب أن نسمع أطفالًا لم تتجاوز أعمارهم خمس سنوات “غير مميزين” يتلفظون بها، ويرددونها عند المشاجرات ولحظات الغضب. يسب دين الله جل في علاه؛ قال الله تعالى: ” إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ” آل عمران: 19، وقال تعالى “وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ ” النحل: 52، فلا بد أن نربي أنفسنا ومن نعول على تعظيم الله تعالى، وتعظيم هذا الدين العظيم؛ فقد قال الله تعالى “وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ” الزمر: 67، وإذا تعرض الإنسان للغضب، فالمشروع له الاستعاذة؛ كما قال الله تعالى: ” وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ” الأعراف: 200، وقال تعالى: ” وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ” فصلت: 36، وفي صحيح البخاري عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: “استبَّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب أحدهما، فاشتد غضبه حتى انتفخ وجهه وتغير؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه الذي يجد، فانطلق إليه الرجل فأخبره بقول النبي صلى الله عليه وسلم وقال: تعوَّذ بالله من الشيطان”. البخاري.
الكاتب رمضان صالح