شدد وزير العدل حافظ الأختام، لطفي بوجمعة، من قبة البرلمان، على أن الجزائر تواجه حربا حقيقية تقودها شبكات المخدرات العابرة للحدود، مؤكدا عزم الدولة على خوض معركة حاسمة، دون هوادة، ضد هذه العصابات التي تهدد أمن المجتمع واستقرار الدولة.
وجاء تصريح الوزير خلال جلسة مناقشة مشروع القانون الجديد المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية، حيث وصف الظاهرة بأنها تجاوزت حدود الجريمة المنظمة لتتحول إلى تهديد وجودي، قائلا: نحن لا نتعامل مع ظاهرة إجرامية عادية، بل مع حرب معلنة تستهدف شبابنا، وأمننا القومي، ومؤسسات الدولة.
الجديد هو الخطورة..
وفي رده على استفسارات نواب المجلس الشعبي الوطني حول مستجدات مشروع القانون، أجاب الوزير بعبارة مركزة” الجديد هو الخطورة”، في إشارة واضحة إلى تفاقم الوضع وتنامي الظاهرة بشكل غير مسبوق، ما فرض على الدولة التحرك السريع لتعديل الإطار القانوني والتشريعي، وتوفير أدوات قانونية أكثر صرامة لمجابهة هذا التهديد المتصاعد. وأوضح بوجمعة، أن التعديل القانوني جاء كرد فعل مباشر على الأرقام المفزعة المسجلة في الآونة الأخيرة، والتي تشمل حجز كميات ضخمة من الأقراص المهلوسة عبر كامل التراب الوطني، مشيرا إلى أن هذه المؤشرات تشكل ناقوس خطر يتطلب تحركا فوريا وفاعلا من جميع الجهات.
عقوبة الإعدام مطروحة بقوة..
وفي خطوة تعكس جدية الدولة في التصعيد ضد شبكات المخدرات، لم يستبعد وزير العدل العودة إلى تفعيل عقوبة الإعدام في حق المتورطين في القضايا الكبرى المرتبطة بهذه الآفة، قائلا: الجزائر دولة ذات سيادة، ومن حقها اتخاذ ما تراه مناسباً من تدابير ردعية، خاصة إذا تعلق الأمر بتهديد مباشر لأمنها واستقرارها. وأضاف أن “حجم التحدي وخطورة الوضع يفرضان علينا اعتماد أقسى العقوبات، وفي مقدمتها الإعدام، لاقتلاع جذور هذه العصابات”، مشيرا إلى أن هناك توافقا وطنيا حول ضرورة الحزم والردع في مثل هذه القضايا.
معركة الدولة بقيادة رجالها..
وأكد وزير العدل في ختام مداخلته، أن الدولة تخوض هذه الحرب مستندة إلى أجهزتها الأمنية والعسكرية والقضائية، وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي وأجهزة الأمن الوطني، قائلاً: “نحن نعتمد على رجالنا الأوفياء. سيف العدالة لن يتردد في الضرب بقوة، لقطع رؤوس من تسوّل لهم أنفسهم المساس بأمن الوطن. وخلفت تصريحات الوزير ردود فعل قوية داخل قبة البرلمان، حيث أبدى عدد كبير من النواب دعمهم الكامل لتوجه الدولة نحو التشدد في التعامل مع قضايا المخدرات، مؤكدين أن الوقت قد حان لردع المجرمين وتجفيف منابع هذه الظاهرة التي تستهدف الشباب الجزائري بالدرجة الأولى.
إيمان عبروس