ظاهرة الشذوذ الجنسي

 ظاهرة الشذوذ الجنسي

لا يخفى أن هناك هجمة عالمية منظمة من دعاة الفاحشة والرذيلة، تستهدف القيم الأخلاقية والإنسانية للمجتمعات عمومًا، والمجتمع الإسلامي خصوصًا، وذلك بالترويج والدعاية للعلاقات الجنسية الشاذة التي تسمى بالمثلية الجنسية، واستخدام مختلف المنصات للترويج لذلك وتسويقه، بما في ذلك صناعة الأفلام السينمائية والكارتونية الموجهة للشباب والأطفال التي تدخل كلَّ منزل تدعو لهذه الفاحشة، وتبرِّر لها أنها من الحرية الفردية، وأنها ليست عيبًا يخجل منه أو حرامًا، وكذلك استغلال المباريات الرياضية للترويج لهذه الفاحشة، ورفع العلم الملون الذي يرمز لأصحاب هذه الفاحشة، والمستوحى من ألوان الطيف الشمسي المعروفة لكل الناس، بل وصل الأمر إلى تبني ذلك من قِبَل رؤساء دول عظمى وكبرى، ومنهم من جعل في برنامجه الانتخابي الدعوة إلى الحرية الجنسية للمثليين، وأنها من حقوق الإنسان، حتى صار لهم جماعات ضغط قوية جدًّا في العديد من البلدان الغربية، ووصلوا إلى مناصب وأماكن حساسة جدًّا، وصارت لهم كلمة مسموعة في السياسات الدولية والاقتصادية .

وقد أجمعت جميع الشرائع والأديان، وكذلك القوانين الوضعية للدول المتحضرة على حرمة هذه الفاحشة وتجريم فاعلها، وترتيب العقوبة الرادعة بحقه، فلا خلاف في تجريم الشذوذ الجنسي، سواء اللواط بين الذكور، أو السحاق بين الإناث. وهذه الفاحشة مُحرَّمة بإجماع فقهاء الإسلام، فكتب الفقه الإسلامي والتشريع أطلقت عليه اسم: الفاحشة، وبعض الكتب الفقهية تسميه اللواط، نسبة لفعل قوم لوط، وإن كرَّه بعضهم هذه التسمية؛ حتى لا يذكر اسم نبي الله لوط مرتبطًا بجريمة، بل يجب أن يسمَّى فعل قوم لوط، وأطلق عليه مصطلح: الشذوذ، ثم أخيرًا أخذوا يروِّجون لمصطلح المثلية، وأيًّا كان اسمه، فهو في النهاية اسمه: الفاحشة، أو الحرام، وهي من الكبائر، ومن أشنع المعاصي والذنوب، وأشدها حرمةً وقُبحًا في الكتاب والسنة النبوية الشريفة. وهناك الكثير من الآيات القرآنية المباركة التي تنص على تحريم هذا الفعل الشنيع ومنها:

قال الله تعالى: ” أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ” الشعراء: 165-166. وقوله تعالى: ” وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ منَ الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ” الأعراف:80. أما في السُّنة النبوية الشريفة، فقد ورد فيها عن عقوبة هذه الفاحشة أحاديث كثيرة؛ منها: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ ثَلَاثًا” حديث صحيح مسند الإمام أحمد، وتأكيد اللعن ثلاثًا يدل على شناعة هذا الفعل القبيح. قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الجواب الكافي “وَلَمَّا كَانَتْ مَفْسَدَةُ اللوَاطِ مِنْ أَعْظَمِ الْمَفَاسِدِ، كَانَتْ عُقُوبَتُهُ فِي الدنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَعْظَمِ الْعُقُوبَاتِ”.

 

من موقع الالوكة الإسلامي