مرَّ بي …
مؤرقاً عندَ بابِ المساءْ
كسرَتْهُ النهاياتُ
نظرَني و… مشى
كان طيفهُ لحناً عذباً
كان قلبهُ … عشقاً
وناراً من لهبْ …
وأنا …
كنتُ أمضي
أفرُّ إليهِ …
وأحملُ نفسي على ذاك التعبْ
كانَ يحملُ “قرطاج” في جانبيهِ
ويرحلُ عني إلى المُنتهى …
كيف لا؟ …
هو ذاكَ الذي أنجبتهُ الحقيقةُ
وربتْهُ نسائمُ الحقولْ
وصارتْ تقول له ما تقولْ
فيمضي …
وبين ضلوعي : حياءٌ وداءْ
يفجِّرُ بُعدَ البعيدِ
ويرسمُ شكلَ المدى …
لأني رحلتُ …
وقد أينعتْ بالحنينِ الجراحْ
وفيها غَرِقتُ إلى جبهتي
لأني رحلتُ …
شوقي جرى مؤرقاً في دمي
كيف لا ؟ …
هو ذاك الذي …
كان … طيفهُ … عمراً
كان قلبه… ناراً من لهبْ
هو فارقني … وافترقنا …
ولمَّ تزلْ ذكرياتي هنا …
تصنعُ الآن أعشاشها في الفؤادْ
هو أحرقني … واحترقنا …
وأيقظَ حزني بعد الرقادْ
وكالحلمِ … عادْ
فقلتُ له في تأنٍ
أيها العابرُ من دمي لدمي …
أيها العالقُ فيَّ
من عذابي… ومن عدمي
أيها الحارقُ دمعي …
في أنيني ودمي …
يا رفيقي …
أين أمضي… وأنتَ رفيقي؟
وأين تمضي؟
وأسطورة الحريق تضيءُ خطاكْ …
تذيعُ شذاكَ هنا وهناك ْ
تتوحدُ بكْ …
وتكسوا المساءَ ضياء رُؤاكَ
و ُنشِدُ لكَ …
ثم في الصُبحِ تأتي ..
فلمَ لا أراك ؟؟؟
رحمة بن مدربل/ البليدة