عرف المنشط بقناة القرآن الكريم التلفزيونية طه فرصوص بتقديمه للبرنامج المسابقاتي لاختيار أحسن الأصوات التي تؤدي الفن الملتزم “حادي الأرواح” خلال رمضان، وهو حاليا يقدم برنامجا أسبوعيا “حديث الروح” يهتم بالإنشاد والمنشدين إلى جانب كونه منشد.
فعن الفن الملتزم والإنشاد والبرامج الانشادية الخاصة بهذا الفن، تحدث طه فرصوص لـ “الموعد اليومي”.
هل استطاعت الأنشودة الملتزمة أن تجد مكانا لها في الساحة الفنية وتزيح البساط عن الأغنية الهابطة التي كانت لسنوات طويلة مسيطرة على الساحة الفنية؟
الأنشودة الملتزمة عرفت تطورا كبيرا في الآونة الأخيرة، لكنها لم ترق بعد إلى درجة سحب البساط كما ذكرت عن الغناء، وذلك لأسباب كثيرة أهمها عدم الاستثمار في هذا المجال من قبل الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال وبخاصة ما تعلق بتصوير الفيديو كليب مثلا، إضافة إلى أن وزارة الثقافة مثلا أو أي طرف تنظيمي للمهرجانات والحفلات لا يضع مكانة الإنشاد في نفس مستوى الغناء والدليل على ذلك هو المقابل المادي الذي يقدم للمغني الذي لا يقارن أبدا مع ما الذي يُمنح للمنشد رغم وجود أصوات إنشادية رائعة وعالية بلغت مستوى العالمية. لكن الإنشاد في تطور وتقدم بالجزائر. ورغم الصعوبات والعراقيل والمثبطات لكن بعض المنشدين استطاعوا بلوغ العالمية بتنقلاتهم وإحيائهم لحفلات هنا وهناك خارج الوطن وحتى خارج البلدان العربية أمثال: عبد الرحمن بوحبيلة، يوسف سلطاني، عبد الحميد بن سراج، بلعاليا بن دهيبة…..وغيرهم كثيرون وحتى تألق بعض الفرق وبلوغها العالمية مثل فرقة الأشواق من بشار بقيادة المنشد محمد شعيب، كما لا ننسى دعم بعض القنوات اليوم للمنشدين وفتح الباب لهم لعرض كليباتهم وفتح المجال لهم للمشاركة بأعمالهم الإنشادية في المناسبات المختلفة وقناة القرآن نموذج لذلك بامتياز.
ومع مرور الوقت سيكون عامل إشهار وترويج لهم مما سيصنع لهم مستقبلا وجمهورا متذوقا للفن الهادف الملتزم… وأكيد الأمر سيأخذ بعض الوقت لأن الجانب الآخر من الكليبات الهابطة المحطمة للقيم والأعراف متفوق وقوي من الجانب المادي والإغرائي والإشهار والانتشار عبر عديد القنوات الفضائية. ونتفاءل خيرا بواقع الإنشاد في بلدنا لأنة خطا خطوات كبيرة في هذه السنوات الأخيرة في ظل ولوج باب الفيديو كليب بمقاييس عالمية، إضافة إلى المنافسات والمسابقات المتعددة التي تكتشف الطاقات الإنشادية وتفجرها، إضافة إلى المشاركات المتعددة للمنشدين بالخارج، لكننا لا نجزم بالقول إنها نافست الغناء أو أزاحته من الساحة الفنية.
ماذا أضاف برنامج “حادي الأرواح” لهذا الفن؟
أضاف الكثير طبعا لأنه فجّر العديد من طاقات شبابنا المنشدين الذين كانت كفاءتهم مغمورة في جمعية أو مؤسسة كشفية في منطقة بعيدة لا يسمع أو يعلم بها غير أصحاب المنطقة.
“حادي الأرواح” قبل أن تكون منافسة فحسب فهي مدرسة ومعهد يعلّم ويدرّب الكثير على أبجديات الفن كتقنيات التنشيط والظهور أمام الجمهور، وتقنيات الصوت والمقامات إلى غير ذلك، معتمدا على أكفأ الأساتذة والمدربين في الإنشاد والموسيقى في الجزائر والدليل على نجاحه هو شهرة الكثير من المنشدين الذين انطلقوا من البرنامج ليتنافسوا بعدها في مسابقات عربية مثل منشد الشارقة ثم ليكونوا منشدين متميزين بفرقهم وحفلاتهم داخل الوطن وخارجه وبكليباتهم أيضا مثل حسان دحمان، لقمان اسكندر، علي صحراوي، حمزة محجوبي وغيرهم كثيرون.
وسائل إعلامية مختلفة تهتم بالفن الملتزم في المناسبات فقط بما فيها “حادي الأرواح” الذي يبرمج خلال رمضان رغم أنه صالح لكل الأوقات، لماذا؟
لكن التسجيلات وفعاليات المنافسة وكل الوصلات الفنية التي شارك بها المنشدون تبث يوميا في القناة على الأقل ثلاث مرات طول العام، ولك أن تتأكدي من ذلك إن شئت وتعمدت ذلك، أنا كمشرف على برامج للترويج للمنشدين ومساعدتهم على اكتساب شهرة وسمعة وسط العائلة الجزائرية، كما أن كل الفواصل في برامجنا هي وصلات إنشادية للمتسابقين في الطبعات السابقة، إضافة إلى حصة أسبوعية “حديث الروح” التي تبث ليلة كل جمعة وهي تعنى بالإنشاد وباستضافة منشدين في كل عدد.
ما رأيك في البرامج المسابقاتية في مجال الإنشاد في البلدان الأخرى خاصة العربية، وماذا عن مشاركة الجزائريين فيها من المنشدين؟
مسابقات مهمة وتليق بمقام الإنشاد ويظهر ذلك من خلال جهد تقني ومادي كبيرين للرفع من مستوى الإنشاد والمشاركات الجزائرية مشرفة في أغلب الأحيان…. منذ سنوات عديدة والمنشد الجزائري يتألق في المسابقات العربية ويحصد مراتب أولى لأن المنشد الجزائري لديه ثروة كبيرة من الطبوع الفنية الإنشادية الجزائرية…
حاورته: حورية/ ق
