أطلق البنك الدولي جملة من التحذيرات بشأن الوضع الاقتصادي والإنساني المتدهور، في وقت التقى رئيس الوزراء الليبي فائز السراج ممثلي القوى الغربية لبحث الأوضاع السياسية في بلاده، في حين أكدت مجموعة دول غرب المتوسط عن دعمها حكومة الوفاق الوطني في ليبيا.
وحذر البنك الدولي الأحد من أن نسبة كبيرة من الليبيين باتت على شفا السقوط في براثن الفقر، وأن نحو ثلث سكان البلاد بحاجة لشكل ما من أشكال المساعدات الإنسانية.وعزا هذا الوضع لهبوط أسعار النفط وتعطُّل إنتاجه في ليبيا والجمود السياسي والصراع الشامل الذي يعصف بالبلاد.ويبلغ تعداد سكان ليبيا حوالي 6.3 ملايين نسمة، بينهم 2.4 مليون بحاجة لمساعدات إنسانية طبقاً للتقرير الجديد للبنك الدولي. وأكد التقرير الذي نشرته وكالة الأنباء التابعة لـحكومة الوفاق الليبية أن معدلات البطالة المرتفعة لها دور في عدم الاستقرار السائد حالياً.وأشار إلى ضرورة أن تفسح المساعدات القصيرة الأجل المجال لتفعيل جهاز الخدمة المدنية والقطاع العام، وكذلك تطوير القطاع الخاص وتنويع أنشطته لتمكينه من خلق وظائف جديدة.يُذكر أن ليبيا تمتلك أكبر مخزون للنفط في أفريقيا، وتعتمد على إيرادات البترول بنسبة 95 في المئة في تمويل الميزانيات ودفع رواتب الموظفين الحكوميين ونفقات دعم السلع الأساسية والوقود، والخدمات الرئيسية مثل العلاج المجاني في المستشفيات.لكن الفوضى السياسية والأمنية منذ ثورة 2011 أدت لتقليص إنتاج النفط مما تسبب في خلق أزمة اقتصادية ومالية خانقة، وصلت حد ندرة السيولة في الجهات الحكومية والخاصة، ونفاد الأدوية والمواد الغذائية الأساسية من مخازن الدولة.وفي لندن، عقد وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا محادثات مع رئيس الوزراء الليبي فائز السراج لبحث الأزمة السياسية التي تمنع حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها من بسط سيطرتها خارج نطاق العاصمة. والتقى السراج ونائباه بوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ووزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيرهما الإيطالي باولو جنتيلوني في مقر الخارجية البريطانية في لندن.وتشعر القوى الغربية بالقلق من المقاومة التي يواجهها السراج وحكومة الوفاق الوطني من القائد العسكري خليفة حفتر في شرق البلاد الذي عرقل تصويتاً برلمانياً للتصديق على الحكومة.من جهته قال السفير الإيراني لدى ليبيا حسين اكبري إن الجزء الأكبر من مشكلة ليبيا يعود إلى تدخل الدول الأجنبية، معتبرا أن التدخل الأجنبي أخطر من تهديد داعش.وأكد اكبري أن سياسة طهران تجاه ليبيا تقوم على أساس دعم الشعب الليبي، مضيفا أنهم علقوا الاعتراف رسميا بحكومة الوفاق إلى ما بعد تأييدها من قبل البرلمان الليبي، اكبري قال أيضا إن إيران تعتبر الحرب الداخلية في ليبيا مؤامرة مستوردة يقف وراءها لاعبون إقليميون وأجانب حسب قوله.وفي السياق أكد الحاكم المدني في ليبيا مارتن كوبلر، أن الجيش الليبي ليس مستعدًّا الآن لتعزيز الاستقرار في ليبيا، وإن المجلس الرئاسي يواجه العديد من الصعوبات والتحديات التي تتعلق بالوضع الأمني، مشيرًا إلى أن الأزمة الليبية تؤثر على الجميع، والحل يكمن في الشعب الليبي نفسه دون تدخل من أحد.وأوضح كوبلر، أنه يتوقع مستقبلاً إيجابياً للدولة الليبية على الصعيدين الاقتصادى والسياسى.