غناؤها للحب وعن الحب لم يكن مجرد أشعار تُكتب لها فترددها، لكن سيدة الغناء العربي أم كلثوم اكتسبت نجاحها وقوة صوتها من قصص حية عايشتها مع من أحبتهم وأحبوها، فلديها من قصص الحب 7، لرجال رافقوها
في رحلتها التي صنعت مجدها، منهم من أحبتهم هي وتزوجتهم، ومنهم من ارتضوا مجرد المكوث بقربها والنظر إليها..
وكان أول حب في حياة أم كلثوم لطبيب الأسنان والملحن الشهير أحمد صبري النجريدي، الذي كان يمتلك عيادة أسنان في طنطا بمدينة الغربية، وبعد تعرفه عليها تعلق بصوتها وآمن به.
وتناثرت شائعات ونشرتها الصحف الفنية وقتها تفيد بأن زواجًا سريًا تم بين أم كلثوم و”النجريدي”، لكن حقيقة الأمر أنه حينما طلب “النجريدي” الزواج منها، طلبت منه أن يسأل والدها عملًا بالأصول التي تربّت عليها كفلاحة، لكن والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي رفض الخطبة ورفض الأمر، فاعتبر “النجريدي” الرفض إهانة له ولمكانته كطبيب وكملحن وإنكار لجميله وفضله على أم كلثوم وأسرتها، فانسحب من حياتها للأبد.
ويأتي الملحن الكبير محمود الشريف، ضمن قائمة من أحبتهم أم كلثوم في منتصف أربعينيات القرن العشرين في نقابة الموسيقيين، إذ كانت أم كلثوم نقيبًا منتخبًا وكان الشريف وكيلًا للنقابة، ومن هنا نشأت بينهما قصة حب كبيرة، انتهت بالزواج الذي لم يستمر لأكثر من عدّة أسابيع، إذ طلبت أم كلثوم الطلاق بعد أن عرفت أنه ما زال محتفظًا بزوجته الأولى.
ودق قلب أم كلثوم للمرة الثالثة في عام 1952، بعدما تعرفت على الدكتور حسن الحفناوي وأحبته وتزوجته بشكل مفاجئ وكان متزوجًا وأبًا لـ3 أطفال ويصغرها بحوالي 17 عامًا، وكانت تبلغ من العمر 56 عامًا في حين كان عمره 39 عامًا، ولم يعلن زواجهما سوى في عام 1954 واستمر حتى وفاتها.
و”الحفناوي” هو أحد أطباء أم كلثوم وكان مسؤولا لفترة طويلة عن أمراضها الجلدية، ويعتبر الكثيرون أن زواج أم كلثوم بعد رفضها لسنوات طويلة يأتي بناء على رغبتها في الأمومة، وتردد أن حقيقة الزواج هو أنها أرادت أن تحتفظ بطبيب خاص لها طول الوقت.
ويصف شاعر الشباب أحمد رامي عدم مقدرته على مواجهة حب كوكب الشرق أم كلثوم بقوله: “سأبقى أحبك من غير ما أقول لك..، لكن رامي لم يستطع الكتمان وباح بحبه للسموات والأرض، بل نافس الموسيقار القدير محمد القصبجي على قلب “الست” ولم يجنِ الاثنان في النهاية سوى العذاب، ولعل أغنية “جددت حبك ليه بعد الفؤاد ما ارتاح.. حرام عليك خليه غافل عن اللي راح”، التي حركت نار الغيرة في قلب السيدة “عطا لله” زوجة أحمد رامي، وأثبتت مدى تعلق الشاعر بالست حتى بعد زواجه وإنجابه أطفالًا.
وعشق الملحّن محمد القصبجي أم كلثوم، وكان يجاهد في حبها، ويبذل ما في وسعه من أجل إرضائها، فكَّون لها أول تخت (فرقة موسيقية) غنّت معه أم كلثوم، ولم يكتف بذلك بل عمل عوادًا في “التخت” نفسه، وكانت علاقة القصبجي بأم كلثوم حبًا من طرف واحد، إذ لم تتجاوب أم كلثوم مع عاطفة القصبجي، وكانت تحرص على أن تكون العلاقة بينهما علاقة ملحن بمطربة ليس أكثر.
ويعد شريف باشا صبري “خال الملك فاروق” من أشد محبي الست، وتحدى عائلته والأسرة المالكة ليتزوجها، وكانت أم كلثوم راغبة في الزواج منه ورتبا معًا عش الزوجية، لكن لم تتم الزيجة، لأسباب عدة.
وتردد بشكل كبير أن الكاتب الشهير الراحل مصطفى أمين، تزوج من كوكب الشرق في السر، وشاع هذا النبأ بعد قصة حب طويلة جمعت بين الإثنين، حيث كتب لها مصطفى أمين قصة فيلمها “فاطمة”.