طلاب البكالوريا خلال أيام امتحان المصير.. أجواء مميزة وإصرار على تحقيق حلم دخول الجامعة

طلاب البكالوريا خلال أيام امتحان المصير.. أجواء مميزة وإصرار على تحقيق حلم دخول الجامعة

لم تختلف أجواء امتحان البكالوريا كثيرا عبر مختلف المراكز، حيث يتجمع الأولياء كل صباح وكلهم أمل في أن يحقق أبناؤهم حلم الالتحاق بالجامعة، وبالرغم من فتح باب مراكز الامتحان ودخول كل التلاميذ، إلا أن أولياءهم لم يغادروا المكان، ليتحول الأمر إلى ما يشبه حلقات تآزر بين الأولياء أنفسهم، فكان الحديث واحدا، تمحور حول أطوار السنة الدراسية والتحضير لهذا الموعد المصيري.

تعيش مراكز امتحانات البكالوريا في الجزائر أجواء من القلق والتوتر التي صنعها المترشحون بنفسيتهم المحبطة ومزاجهم المعكر ووجوههم المصفرة، خوفا من التعثر قبيل لحظات قليلة من الجلوس فوق كراسي الامتحان والانطلاق الفعلي للامتحانات النهائية للتعليم الثانوي .

كانت الظروف مهيأة داخل وخارج مراكز الامتحان، النقل متوفر لمن يسكن بعيدا عن المراكز والدكاكين مفتوحة لمن يريد اقتناء الأقلام أو الحلويات، الشرطة حاضرة مع الحماية المدنية وكذا الطاقم الطبي مع سيارات الإسعاف لضمان سيرورة حدث امتحان نهاية السنة الدراسية ونيل شهادة البكالوريا التي يعتبرها أغلبية المترشحين امتحانا مصيريا، كما عرفت مراكز الامتحان حضور جميع العمال لخدمة الطلبة، الأقسام مزينة، نظيفة، لضمان أجواء مريحة لهم.

أناقة لافتة وقلق واضح

حرص المترشحون لشهادة البكالوريا على الحضور بمظهر أنيق ولافت، فكان دخول الممتحنات إلى مراكز الامتحان يشبه دخول المدعوين إلى قاعات الحفلات، على الرغم من الخوف الذي بداخلهن، بحثن عن طريقة يتغلبن بها على القلق الطبيعي الذي يغمرهن .

إلا أن الأمر يختلف عند البعض الآخر الذين صنعوا الحدث بطريقة أخرى، كأنهم ذاهبون إلى مأتم، فتجد الطلبة المقبلين على الامتحانات في نفسية مهبطة، وليس باستطاعتهم حتى حمل أقدامهم، فمسؤولية النجاح التي يعتبرونها ملقاة على عاتقهم، زادت من قلقهم خاصة وأنهم مطالبون بالنجاح للظفر بقبول واحترام العائلة.

كما شهدت بعض أقسام الامتحانات مواقف تنم عن القلق والخوف، حيث أغمي على طالبة وهي تتصفح ورقة الأسئلة، وطالب آخر انفجر بكاء لأنه لم يتذكر أي مقطع مما راجعه سالفا ووجد نفسه تائها أمام ذاكرته التي خانته، والأغلبية وجدوا أنفسهم مصدومين لا حركة ولا نفس من شدة الصدمة.

ملامح متعبة وقلوب متفائلة

قمنا بجولة في المركز واقتربنا من بعض المترشحين أولهم التلميذة “زينب” التي كانت ملامح التعب تظهر على وجهها، الهالات السوداء تحت عينيها، واضعة يديها على رأسها، سألناها عن سبب جلوسها بمفردها، ليس خدمة للموضوع ولكن من باب الاطمئنان عليها، رفضت الكلام في أول الأمر، جلسنا أمامها ملحين على سبب الصمت والارتجاف من شدة الخوف، لتتكلم في الأخير والدموع تملأ عينيها، لتقول “رغم أنني أعرف أنه لابد من تنظيم أوقاتي بين الدراسة والراحة، إلا أنني استغرقت كامل أوقاتي في الدراسة والتحضير للامتحان حتى أنهكت قواي وتعرضت إلى أزمة صحية منذ يومين بسبب مرضي بداء السكري” .

“سارة” التي لم يسعفها الحظ العام الفارط لكي تدخل مع صديقتيها إيمان ونهى إلى الجامعة، تقول إنها مستعدة لكي تجتاز امتحانات هذا العام وهي على ثقة كاملة بأن تنال الشهادة وتدخل السنة الجامعية الجديدة مع صديقتيها.

أما “ياسمين” الطالبة النجيبة التي فضلت قضاء فترة التحضير لموعد الامتحانات في بيت جدها بأعالي جبال عين الحمام بتيزي وزو، أين الراحة والسكينة وسط الطبيعة الخضراء والنسمة الطيبة بعيدا عن قلق المدينة وهرج الباعة والمشترين في باش جراح، قالت بأنها حضّرت بشكل جيد للامتحان بعيدا عن أجواء المدينة التي تخلق لديها نوعا من القلق، حيث قالت بأنها تشعر بالراحة وأنها مستعدة للامتحان، متأكدة أنها ستتحصل على المعدل الذي تتحصل عليه في الفصول والذي يتعدى 17 في كل مرة.

من جانبه، زكرياء الذي كان يحمل ورقة كتب فيها دعاء، أكد لنا أنه لم يتخل عن الدعاء وذكر الله طيلة السنة، راجيا من الحفيظ عز وجل أن يكون معه ومع جميع الطلبة المقبلين على البكالوريا، وأوضح محدثنا أنه اقترح على زملائه وأصدقائه أن يلتقوا كل مرة في المسجد لإقامة صلاة الفريضة جماعة وصلاة الرواتب وكذا قيام الليل، مضيفا بأن القرار لقي قبول أصدقائه، إلا أنه تأسف من عدم وجودهم في نفس المركز الذي سيمتحن فيه.

سمية هي الأخرى من بين المترشحات في شعبة الآداب واللغات الأجنبية، التقينا بها بعد خروجها من امتحان مادة الأدب العربي، أكدت لنا أن الموضوع كان سهلا وفي متناول الجميع وقالت إنها ستواصل العمل والمثابرة مع التركيز إلى غاية اليوم الأخير وفق البرنامج الخاص الذي أعدته منذ اليوم الأول.

ل. ب