تشكو بلدية بوزريعة الواقعة غرب العاصمة من جملة من المشاكل التي نغّصت على سكانها حلو الحياة بفعل عدم استفادتها من مشاريع تنموية تواكب التطورات الحاصلة على مدار سنوات، إذ وقعت في فخ الاختناق
المروري الذي حولها إلى نقطة سوداء في مخطط الحركة المروري بفعل التوسع العمراني الذي لم يواكب أي إجراءات كفيلة بإحداث التنسيق ومعها اكتفائها بطرقات ضيقة خلفها الاستعمار الفرنسي، ضف إليها تضاريسها الوعرة التي نفّرت منها كثير من المستثمرين المقبلين على مناطق أقل تكلفة لهم.
لم يبرر السكان الوضع الذي يتواجدون عليه بطبيعة منطقتهم الوعرة، ولكنهم حمّلوا السلطات المحلية مسؤولية تعقد حياتهم خاصة على مستوى السيرورة المرورية التي تشكل بالنسبة لهم هاجسا حقيقيا باعتبارها عززت واقع الركود المفروض عليهم لتثقل هذه النقائص وغيرها معيشتهم التي سببت لهم الكثير من المشاكل الأخرى التي من الممكن تجنبها لو أخذ المسؤولون على عاتقهم جهود تغطية العجز المسجل على مستواها، خاصة وأنها أضحت مع الوقت مثقلة بالمشاكل.
وأوضحوا أن التنقل في بلدية بوزريعة يتطلب الكثير من الصبر، لأن المسافة التي من الممكن أن تستغرق في خمس دقائق قد تصل إلى ربع ساعة وإن لم نقل نصف ساعة، وفي كثير من الأحيان يضطر المسافرون وليس أصحاب السيارات إلى النزول قبيل المحطات بسبب الاكتظاظ وتشبع الطرق بالمركبات، في حين يجبر أصحاب السيارات والحافلات وغيرهم على تحمل الوضع حتى بلوغ وجهاتهم الذي يصبح غير محتمل خلال أوقات الذروة، مشيرين إلى أن هذا الأمر يتعايشون معه منذ عقود من الزمن بسبب الطبيعة الجغرافية للمنطقة، ولكن زادت حدته خلال السنوات الأخيرة والتي ساهمت بشكل كبير في الاختناق المروري، على رأسها التوسع العمراني غير المدروس وكذا الطرقات الضيقة التي أنجزت منذ العهد الاستعماري، والتي أضحت لا تستوعب التزايد السكاني الذي تضاعف مرات ومرات، مشيرين إلى أن كل هذه الظروف ساهمت في الاختناق المروري الذي بات مشكلا يلازم طرقات ومسالك بلدية بوزريعة، التي أضحت تصنف ضمن النقاط السوداء التي عجزت السلطات الولائية عن إزالتها.
وشدد السكان في ظل هذه الظروف على ضرور تحرك جدي للسلطات من أجل تخفيف المعاناة عليهم خاصة على مستوى الطريق الرابط بين منطقة شوفالي وبوزريعة وكذا طريق الرستمية ووسط مدينة بوزريعة، حيث تشهد هذه الطرقات إقبالا كبيرا من طرف أصحاب المركبات، وهذا من خلال توسع الطرقات وفتح مسالك جانبية للتخفيف من حدة الاختناق المروري.