بلغ خطر تهاوي أجزاء من مساكن القصبة بالعاصمة درجات متقدمة وبلغت ذروتها مع اهتراء السلالم والأسقف التي استوى بعضها مع الأرض في تطور مخيف أجبر قاطنيها على التخلي تماما عن الطوابق العليا التي لم تعد
صالحة للاستعمال البشري، إذ مجرد محاولة تفقد حالها يعرّض أصحابها للخطر، فالسلالم الخشبية انهارت
وتآكلت بفعل الرطوبة، أما الأسقف فلم تعد تقوى على رد زخات المطر ولا تأثير الرياح وتبعاتها، مناشدين زوخ إنقاذهم من المعاناة الجاثمة على صدورهم قبل وقوع الكارثة وانهيار السكنات على رؤوسهم خاصة مع سيناريوهات تهاوي المساكن المتكررة في هذه المنطقة.
لم يعد يخف على أحد الضرر الذي يشكو منه سكان دويرات القصبة الذين يحمدون الله يوميا على استيقاظهم أحياء ولم يدفنوا تحت الأنقاض خاصة عند تدهور الأحوال الجوية، مؤكدين أنهم يعيشون الرعب بشكل مستمر على خلفية الأمطار الغزيرة التي تساقطت، وأدت إلى انهيار بعض أجزاء البنايات القديمة، كما توشك أخرى على الانهيار تماما وفي أية لحظة على رؤوس قاطنيها، خاصة كبار السن والمرضى الذين يلتزمون بيوتهم ليلا ونهارا في انتظار اتخاذ سلطات ولاية الجزائر قرار ترحيلهم، موضحين أن صبرهم قد نفذ في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها، نتيجة الرطوبة وقِدم البنايات التي تنتمي للنسيج العمراني الهش والمصنف في الخانة الحمراء، حيث أن أي انهيار آخر يؤدي إلى تهاوي ما تبقى من دويرات، بسبب التصدعات التي مست جدران البنايات، وتعرض العديد من الأسقف والسلالم الخشبية للانهيار، نتيجة تآكلها بفعل الرطوبة العالية، لاسيما ببعض الشوارع التي توجد في حالة كارثية، على غرار شارع إبراهيم فاتح.
وحسب السكان المتضررين، فإنهم يرجون تدخلا جدّيا من السلطات لوضع حد لآلامهم مع المعاناة المستمرة، متسائلين عن أسباب تهميش مطلبهم رغم أنهم من السكان الأصليين لبلدية القصبة، وفضلوا المكوث في ظروف صعبة، بدلا من اللجوء للبيوت القصديرية أو الأقبية كحل للحصول على سكن، مؤكدين أنهم ينتظرون التفاتة من الوالي زوخ.