تواجه 47 عائلة بالحي القصديري “لارويال” بيسر جنوب شرق بومرداس مصيرا مجهولا بسبب عدم التفات السلطات إليهم وترحيلهم الى سكنات لائقة تنهي معاناة دامت لأكثر من 20 سنة في تلك السكنات التي تصلح
لكل شيء إلا للبشر.
تعيش 47 عائلة بالحي الفوضوي “لارويال” بيسر جنوب شرق بومرداس أوضاعا مزرية داخل بيوت لم تعد تصلح لأن تكون مأوى للبشر جراء انعدام أدنى شروط الحياة الكريمة فيها واهترائها بالكامل. فقاطنوها يطالبون المسؤولين بمن فيهم والي ولاية بومرداس ترحيلهم في أقرب وقت إلى سكنات لائقة تتوفر على ما يسمى بمرافق حياة هنيئة وبالتالي تخليصهم من الوضعية المعيشية الصعبة والمعاناة اليومية التي يكابدونها في تلك البيوت منذ أكثر من 20 سنة.
ولدى تنقلنا الى الحي ذاته لاحظنا حجم المعاناة التي تواجهها 47 عائلة التي أكدت لنا أن مسؤوليهم قد وعدوهم في العديد من المرات بترحيلهم الى سكنات لائقة غير أنه تمر سنة وتأتي أخرى ولا جديد يذكر. ولا يزال هؤلاء يقبعون في تلك السكنات الهشة والآيلة للسقوط على رؤوسهم وقد أصبحت أشبه باسطبلات للحيوانات، الأمر الذي امتعض له السكان منتظرين اليوم الذي يأتي فيه الفرج وتقوم سلطاتهم بإسكانهم في بيوت تليق بكرامتهم خاصة وأنهم سئموا الحياة في سكنات تغيب فيها كل مرافق الحياة.
وفي السياق ذاته ذكر بعضهم أن الغاز الطبيعي غائب عن سكناتهم ما يضطرهم إلى الجري اليومي وراء هذه المادة التي لها أهمية كبيرة في فصل الشتاء من أجل التدفئة حيث يتنقلون حتى إلى وسط البلدية التي تبعد عنهم بعدة كيلومترات من أجل جلب قارورة غاز التي يصل سعرها في الأيام الباردة الى 450 دج للقارورة الواحدة لا تكفي حتى لسد يوم واحد من طبخ وتدفئة.
الماء الشروب أيضا يغيب أكثر مما يحضر الأمر الذي يضطر بعضهم إلى شراء صهاريج من المياه التي تعرف ارتفاعا في الثمن ما كلفهم مصاريف إضافية هم في غنى عنها.
هذا إلى جانب نقائص أخرى لخصها القاطنون في اهتراء شبكة الطرقات التي لم تعرف عملية صيانة منذ سنوات عدة ما زاد من سوء حالتها حيث تتحول في الأيام الممطرة الى برك ومستنقعات تعرقل سير الراجين وأصحاب السيارات الذين يتركون مركباتهم خارج حيهم خوفا من تعرضها لأعطاب فتزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها، ناهيك -يضيف المتحدثون ذاتهم- عن تحول سكناتهم الى مستنقعات مائية بسبب تسرب مياه الامطار الى بيوتهم ما يؤدي بهم الى قضاء ليالي بيضاء خارج بيوتهم خوفا من أن تنهار فوق رؤوسهم.
أكد هؤلاء السكان أنهم قاموا بمراسلات عديدة إلى المسؤولين من أجل ترحيلهم وانتشالهم من حياة الغبن التي يتخبطون فيها غير أنهم يقابلونهم بوعود تلو الوعود دون تجسيدها على أرض الواقع.
وعليه تناشد 47 عائلة بالحي القصديري “لارويال” بيسر جنوب شرق بومرداس المسؤول الأول عن البلدية ووالي الولاية السيد “مدني فواتيح” بالتعجيل في ترحيلهم نحو سكنات لائقة تتوفر على كامل ضروريات الحياة الكريمة وتنهي معاناة دامت لأزيد من 20 سنة في بيوت أكل عليها الدهر وشرب.