في خطوة تعكس التوجه الجزائري نحو الانفتاح على الشراكات الدولية في القطاع المنجمي، تشارك كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة، المكلفة بالمناجم، السيدة كريمة طافر، في أشغال مؤتمر ومعرض CIM Connect 2025، المنعقد بمدينة مونتريال الكندية، على رأس وفد يضم ممثلين عن وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، إلى جانب إطارات من الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية، وكالة المصلحة الجيولوجية للجزائر ومجمع سونارام.
ويعد هذا الحدث، من أبرز الملتقيات العالمية المتخصصة في الصناعة المنجمية، إذ ينظمه المعهد الكندي للمناجم والمعادن والبترول، ويستقطب في طبعته الحالية أكثر من 6000 مشارك من مختلف أنحاء العالم، من بينهم خبراء وباحثون وصناع قرار وممثلو شركات كبرى تنشط في مجال التعدين والتكنولوجيا المتقدمة. وتقام نسخة 2025 تحت شعار “المعادن، الابتكار والتحول الطاقوي”، حيث يركز البرنامج العلمي والتقني على مواضيع استراتيجية ذات راهنية كبيرة، من بينها الذكاء الاصطناعي في العمليات المنجمية، حلول الطاقات المتجددة، تخزين الطاقة، رقمنة سلاسل القيمة، والتوجهات المستقبلية لأسواق المعادن، إضافة إلى تسليط الضوء على الممارسات الفضلى في الاستدامة والمسؤولية البيئية. مشاركة السيدة طافر، تأتي في سياق تنفيذ رؤية الجزائر الرامية إلى تطوير قطاع منجمي حديث، مستدام وتنافسي، قائم على الابتكار وحوكمة الموارد، ويسهم في جهود التحول الطاقوي والتنمية الاقتصادية الوطنية. وتسعى الجزائر من خلال هذه المشاركة، إلى الترويج لمقدراتها المنجمية الثرية، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية النوعية، وتعزيز نقل التكنولوجيا والخبرة من كبرى المؤسسات العالمية الرائدة في هذا المجال. ومن المرتقب أن تجري كاتبة الدولة، عدة لقاءات ثنائية مع مسؤولين كنديين وممثلي منظمات ومؤسسات دولية، إلى جانب اجتماعات مع مستثمرين وشركات كبرى مهتمة بالنشاط المنجمي، وذلك بهدف بحث فرص الشراكة وتطوير المشاريع المشتركة، خاصة في مجال التكنولوجيا الخضراء والابتكار. وتؤكد هذه المشاركة الطابع الاستراتيجي الذي توليه الجزائر لقطاع المناجم في سياستها الاقتصادية، كرافد بديل للمحروقات ومحرك للنمو المستدام، كما تجسد انخراطها الفعلي في الديناميكية العالمية للتحول الطاقوي والاقتصاد الأخضر.
محمد بوسلامة




