طارق ماما (مدرب ألعاب القوى) لـ “الموعد اليومي”: العهدة السابقة للاتحادية لم تشهد بعث أي مشروع رياضي واضح المعالم

طارق ماما (مدرب ألعاب القوى) لـ “الموعد اليومي”: العهدة السابقة للاتحادية لم تشهد بعث أي مشروع رياضي واضح المعالم

طارق ماما هو تقني سامي في رياضة ألعاب القوى التي يمتهن فيها التدريب منذ سنوات طويلة بعد تخرجه من معهد الرياضة، قاد عدة أندية عاصمية في شتى اختصاصات هذا الفرع الرياضي وساهم في تكوين رياضيين برزوا في السابق على المستويين الوطني والدولي.

طارق ماما وافق بصدر رحب على إجراء حوار مع “الموعد اليومي”، تطرق فيه لواقع وآفاق رياضة ألعاب القوى.

 

  بداية، كيف يقيم التقني طارق ماما واقع ألعاب القوى في الجزائر؟

متأسف جدا لواقع رياضة ألعاب القوى التي فقدت منذ عدة سنوات بريقها الدولي في ظل غياب التتويجات في أكبر تظاهرات عالمية، منها دورات الألعاب الأولمبية بعدما دأبت الجزائر على البروز فيها بامتياز لسنوات عدة، لاسيما في سباقات 1500م بفضل ذهبيات حسيبة بولمرقة ونور الدين مرسلي ونورية بنيدة مراح وتوفيق مخلوفي….

 

  فأين يكمن المشكل في نظرك؟

تشريح الوضع بلغة حادة أصبح أمرا ضروريا بسبب تواجد الفرع في غرفة الإنعاش، وعليه لابد من إيجاد حلول استعجالية في الشقين الفني والإداري.. هذه الحالة سببها تعاقب على رأس الهيئة الفيدرالية رؤساء فاشلين، لهم نظرة ضيقة في مجال اختيار مدربي الفرق الوطنية.. أتساءل لماذا لا تعتمد الهيئة الفيدرالية على تقنيين ومدربين يصل مشوارهم التدريبي إلى 40 سنة منهم مثلا بنيدة مراح وصخري عز الدين وغيرهم من الكفاءات الأخرى.. لقد حان الوقت لكي تمنح لهذه الكفاءات المعروفة في أوساط ألعاب القوى فرصة قيادة المنتخبات الوطنية بكل اختصاصاتها وإعطائها الضوء الأخضر في التكفل بتكوين الفئات الشبانية، لكن مع ضرورة منحها المقابل المالي الذي تستحقه. للأسف الشديد، ما زلنا نشاهد ضمن الاتحادية مسؤولين يواصلون مهامهم مع استمرار البريكولاج الحاصل على جميع الأصعدة.

 

هل هذا يعني أن المسيرين في الاتحادية ليسوا في المكان المناسب؟

من طبيعتي لا أحب توجيه الانتقادات إلى الأشخاص، لكن أكره الممارسات التي تسيء لهذه الرياضة، وهذا للتوضيح فقط، فالعهدة السابقة للاتحادية لم تشهد بعث أي مشروع رياضي واضح المعالم، وهو الأمر الذي خلف فشلا ذريعا في برنامج الهيئة الفيدرالية، وهذا ما ترجم في دورة طوكيو الأولمبية التي عرفت نتائج صفرية لممثلينا، ولا يمكن للعداء سجاتي، الفائز بالميدالية البرونزية أن يغطي على هذا الفشل الذي حدث لرياضتنا بصفة عامة في دورة باريس 2024….

 

  كيف تقيم مشوارك الرياضي في ألعاب القوى؟

لدي مشوار طويل يفوق 40 سنة، تقلدت خلالها مناصب عدة على مستوى الاتحادية وكذا مدرب لعدة أندية عاصمية، منها مولودية الجزائر، ونادي القبة وأولمبيك بن عكنون آخرها نادي الشراقة، وحاليا تم اختياري كمسير عام لنادي مؤسسة كوسيدار الذي لم يتوان مسؤولوه في ربط الاتصال معي لكي أشرف على العارضة الفنية لفريق ألعاب القوى، وذلك لدرايتهم بالتجربة النوعية التي أتمتع بها والتي استثمرها بطريقة محترفة في التكوين القاعدي الذي يخص المواهب الشابة وحتى المدربين المبتدئين.

 

  بماذا تختتم هذا الحوار؟

أرى أنه من الضروري التحلي بإرادة سياسية رياضية كبيرة ومميزة، للخروج بالقطاع من غرفة الانعاش، تترجم بتبني منظومة رياضية وطنية واضحة المعالم، وترتكز أولا على نظام الواجب الوطني، كتلك المطبقة في الخدمة العسكرية، مرورا إلى الاعتماد على مراكز التجهيز لضمان التكوين القاعدي الذي يضمن خزان النخبة الوطنية، وصولا إلى الاستعانة بأهل الاختصاص لنقل خبراتهم وكفاءاتهم للمواهب الشابة في ظل تحيين التقنيات الرياضية الحديثة.

حاوره: ب/ص