ضمن عمليات إعادة الإسكان بالعاصمة… القاطنون بالقصدير بــ “سيدي أمبارك” متخوفون من الإقصاء

ضمن عمليات إعادة الإسكان بالعاصمة… القاطنون بالقصدير بــ “سيدي أمبارك” متخوفون من الإقصاء

تخوف سكان الحي القصديري “سيدي أمبارك” الواقع ببلدية بئر خادم بالعاصمة، من إقصائهم مرة أخرى من عمليات الترحيل التي تقوم بها مصالح ولاية الجزائر، ضمن المرحلة الــ25 التي انطلقت منذ أيام، مطالبين الوالي، عبد الخالق صيودة، بأخذ وضعيتهم الكارثية بعين الاعتبار، وترحيلهم إلى سكنات لائقة، بالنظر إلى الحالة التي يتخبطون فيها منذ 40 سنة، في سكنات قصديرية مهترئة على وشك الانهيار في أية لحظة.

عبر سكان الحي القصديري، عن تخوفهم من هاجس الإقصاء من برنامج الترحيل الذي باشرته مصالح ولاية الجزائر منذ جوان 2014، أين تمت إزالة أكبر التجمعات القصديرية وترحيل البنايات الهشة، إلا أن هذا البرنامج لم يمس حيهم بعد، الأمر الذي استغربه هؤلاء، متوجسين من تناسيهم في العملية الــ25 من إعادة الإسكان، وعدم برمجتهم مع المعنيين بها، كونهم ملوا من الانتظار طيلة هذه السنوات، متذمرين في ذات الوقت، من تهميشهم هم والعديد من المواقع القصديرية “المجهرية” الأخرى التي ما تزال متمركزة عبر مختلف بلديات العاصمة.

وحسب ما أكده السكان، فإن السلطات المحلية لبلدية بئر خادم تطمئنهم في الكثير من المرات بأنهم مبرمجون في قوائم الأحياء التي سيتم ترحيلها، إلا أن هذا الوعد قد سمعوه منذ سنوات دون أن يتحقق على أرض الواقع، الأمر الذي أفقد ثقة السكان في سلطاتهم المحلية وأصبحوا يتشبثون بوعود السلطات الولائية التي وعدت بإسكان كل من يحتاج إلى سكن.

وتحدث سكان الحي القصديري، عن معاناتهم التي ما تزال متواصلة، جراء تلك المشاكل التي يتخبطون فيها منذ سنوات طويلة، بدءا بمشكل انعدام غاز المدينة بالحي، حيث يضطرون إلى اقتناء قارورات غاز البوتان خاصة أثناء فصل الشتاء بهدف استعمالها لأغراض التدفئة والطبخ، إلى جانب انعدام الإنارة العمومية، ما جعل المنطقة تتخبط في دوامة الظلام وتدخل قاطنيها في عزلة تامة عن باقي الأحياء المجاورة، ناهيك عن غياب قنوات الصرف الصحي والانتشار الكبير للنفايات، وما زاد من معاناتهم هو غياب المياه الصالحة للشرب، ما دفع بالمواطنين إلى التنقل  لمسجد سيدي أمبارك المحاذي لحيهم من أجل التزود بالمياه، إذ أصبح مشكل المياه الهم اليومي الذي يحملونه ليلا ونهارا، خصوصا في فصل الصيف، كما تطرق المشتكون إلى مشكل اهتراء شبكة الطرقات بالحي، حيث أنه وبمجرد تساقط بعض الأمطار تتكون برك مائية من مختلف الأحجام تتسبب في قطع الطريق أمام المواطنين، دون الحديث عن مشكل انعدام الكهرباء، حيث أشاروا إلى أنه وبالرغم من أن البلدية قامت بتوصيل حيهم بعدادات كهربائية، غير أن هذه الأخيرة لم تنه الأشغال مما يضطرهم لاستعمال طرق عشوائية للتزود بالكهرباء، مضيفين في السياق ذاته أن الحياة في هذه السكنات باتت إلى حد بعيد كالإسطبلات وأصبحت أمرا لا يطاق، وهو ما جعلهم يدقون ناقوس الخطر أمام ارتفاع نسبة الإصابة بمختلف الأمراض كالربو والحساسية ومشاكل التنفس وغيرها من الحالات الناتجة عن تدهور المحيط البيئي والعمراني.

ويجدد سكان الحي القصديري “سيدي أمبارك” مطالبهم للسلطات المحلية قصد النظر لانشغالاتهم المتراكمة لسنوات طويلة بخصوص جملة من المشاكل التي لا تزال عالقة والمتمثلة أساسا في انعدام أدنى المتطلبات الضرورية التي يحتاج إليها المواطنون، فانعدام الهياكل الضرورية بما فيها الإنارة العمومية، الأمن والغاز الطبيعي بات هاجسا يعكر صفو حياة السكان، آملين في برمجتهم للترحيل ضمن العملية 25 من إعادة الإسكان التي ما تزال متواصلة.

 

إسراء.أ