في مؤتمر صحفي نظّمه، الخميس، في مقرّة بالجزائر العاصمة، أعلن “المجلس الأعلى للغة العربية” عن صدور الجزء الثاني من “المعجم الطوبونيمي الجزائري”، والذي يتضمّن 512 طوبونيمية تتعلّق بـ 15 ولاية، تبدأ بالجلفة وتصل إلى وهران، ما يعني أنّ المشروع شمل، إلى الآن، واحدةً وثلاثين ولاية، في حين يُنتظَر استكمال ما تبقّى منها في الجزءين الثالث والرابع اللذين يُنتظَر صدورهما قبل نهاية العام الجاري.
وقال رئيس المجلس، صالح بلعيد، خلال المؤتمر الصحفي، إنّ المشروع يندرج ضمن “تصحيح الذاكرة الوطنية والتعريف بالمعاني الحقيقية لأسماء الأماكن أيّاً كان أصلها”، مضيفاً أنّ مؤسّسته تسعى لرقمنة جميع أجزائه وإتاحتها عبر الأنترنت، بينما قالت مقرّرة المعجم إنّه يهدف إلى “مراجعة كلّ التسميات وإزالة الغموض عنها، ضمن مراجعة جادّة للتاريخ والثقافة الوطنيَّين”.
وكان “المجلس الأعلى للغة العربية” أصدر في جويلية الماضي، معجماً طوبونيمياً، في محاولةٍ لتصحيح تسميات المناطق الجزائرية التي لحقت بها بعض التغيرات، وتثبيت التسميات الصحيحة التي ترتبط بالواقع اللغوي والثقافي الجزائري.
وحمل العملُ، الذي أُنجز بالتعاوُن مع عدّة مؤسّسات، عنوان “المعجم الطوبونيمي الجزائري”، وقال القائمون عليه إنّه نتاجُ سنةٍ من العمل الميداني الذي أنجزته فرق بحثٍ “تحرّت الدقّة العلمية تحقيقاً وتثبيتاً في الأماكن التي تحمل دلالات مرتبطة بالتفاعُلات بين الإنسان ومحيطه”، مشيرين إلى أنّه يُشكّل جزءاً أوّلا من مشروع يُطمَح إلى جعله مرجعاً رئيسياً للتسميات الجغرافية في الجزائر، بلغ إنجازُه نسبةَ سبعين بالمئة.
وتضمّن الجزءُ الأوّل، من أصل أربعة أجزاء، 611 طوبونيمية تتعلّق بستّة عشرة مِن أصل ثمانية وخمسين ولايةً تحتوي 1145 بلدية؛ إذ يبدأ بولاية أدرار في الجنوب ويصل إلى الجزائر العاصمة في الشمال، والتي تحمل الرقم 16 في الترتيب الرسمي للولايات.
ب/ص