المسنون ومرضى الزهايمر أكثر عرضة لجفاف الجسم، بسبب نسيانهم شرب الماء، ما يؤدي إلى عجز القلب أو الفشل الكلوي أو الموت أحيانًا، اليوم، ضماد ذكي يذكّر من نسي، فيشرب ماءً.
من الممكن الآن فرض رقابة إلكترونية دقيقة على مستوى الماء في جسم الإنسان، بواسطة ضماد ذكي يحذر الشخص من شح السائل الحيوي في جسمه، فقد زود العلماء من جامعة ايرلانغن الألمانية الضماد بأجهزة استشعار تقيس مستوى الماء في الدم والأنسجة وتذكر المسن أو الرياضي بضرورة شرب الماء، بل يمكن له أن يتصل بسوار بلاستيكي يطلق تحذيرًا صوتيًا، يقول: “اشرب جرعة ماء”.
ومن الممكن برمجة الشريط الطبي اللاصق مع هاتف ذكي، يتولى نقل التحذير. وعمل الأطباء في إيرلانغن على تأهيل نظام الضماد للاتصال ونقل المعلومات حول درجة حرارة الجسم ونسبة الماء في الأنسجة إلى كومبيوتر في المستشفى، أو في غرفة الطوارئ، أو في غرفة إدارة دار العجزة.
أنواع التحذير
تحدث الباحث روبرت فايغل، عن ثلاث إمكانيات متاحة لمستخدم الضماد الذكي. أن يستلم التحذير عبر جهاز هاتف ذكي، أو أن يلاحظ تغير لون السوار البلاستيكي عند جفاف جلده، أو أن يستلم التحذير من غرفة رقابة في المبنى الذي يقيم فيه. يتغير لون السوار من الأخضر إلى الأصفر كي يحذر صاحبه من تعرضه للعطش، ثم يتحول إلى الأحمر في درجة طوارىء قصوى، يمكن للسوار أن يحدث اهتزازًا ظاهرًا على اليد في محاولة إنذار أخرى، أو أن يطلق صوتًا بشريًا يذكره بشرب الماء.
وعلى هذا الأساس يمكن للضماد أن يسهل عمل موظفي الرعاية الصحية للمسنين في دور العجزة و المشافي، وأن يساعد العائلة في فرض الرقابة على مستوى المياه في جسم المسن المقيم لديها والمضطر لملازمة الفراش.
وربما يصبح الضماد الذكي مهمًا جدًا لرجال الأطفاء الذين ينهمكون في مكافحة النيران الكبيرة في الغابات والمباني وينسون شرب الماء، لأنهم معرضون أكثر من غيرهم لشح الماء في أنسجتهم بسبب الحرارة العالية، إذ تعتبر قلة الماء في الجسم من أهم أسباب ضعف التركيز، وهذا ما يجعل الضماد مهمًا للرياضيين ولتلاميذ المدارس.
المسنون أكثر حاجة للماء
ينصح الأطباء الناس بشرب كميات من الماء تصل إلى 1,5-2 لتر في اليوم، للمحافظة على صحتهم وتخليص أجسادهم من مختلف السموم، وحاجة الإنسان المسن إلى الماء والسوائل لا تقل عن هذا، إلا أن معظم كبار السن يتجنبون الإكثار من الماء لعدة أسباب، كالتبول الليلي وتقطع النوم وغيرها.
ويمكن لاضطراب محتويات جسم المسن من الماء والالكتروليت أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. وسبق للأطباء أن حذروا المسنين من الإفراط بالقهوة ومشروبات الطاقة لأنها تسلب الجسم من الماء. ويكمن سبب الخطورة في تقلص وظائف الكلى الطبيعية وتراجع نشاط الغدد المنظمة للالكتروليتات عند تقدم العمر. ومعروف علميًا أن نسبة الماء في تكوين جسم الإنسان تنخفض إلى 45 بالمائة مع تعدى عمر الإنسان ستين عامًا.
والمسنون أكثر عرضة من غيرهم للمعاناة من ضعف الشعور بالعطش، ناهيكم عن قصور نشاط الكليتين والرئتين، وانخفاض نسبة البوتاسيوم في الجسم مع تقدم العمر.
ونتيجة لقلة الماء في الجسم، وضعف تناول الماء عبر الفم، تتركز الفضلات في خلايا الجسم وتضعف وظائف الخلايا والأعضاء الحيوية. كما يتأثر حجم الكلية بهذه الظاهرة وتفقد الكليتان شيئًا من مادتهما وخصوصًا في الجدران، وتزداد بذلك احتمالات إصابتها بالتهابات مزمنة.
فشل مدرسي
يبدو أن ما ينطبق على المسنين ينطبق على الأطفال أيضًا، وخصوصًا في فترة الدراسة، أي في النهار، لأن قلة شرب الماء تقلل قابلياتهم الذهنية والعلمية. وذكر عالم التغذية الألماني أوفة شرودر، من معهد التغذية الرياضية في بادناوهايم، أن الألمان يشربون الماء في الأوقات الغلط ولا يهتمون بارواء عطش أطفالهم.
وأكد شرودر في دراسة حديثة للمعهد أن تبول طفل في السنة الرابعة من المدرسة الابتدائية وذهابه إلى النوم، ثم استيقاظه صباحًا وذهابه إلى المدرسة دون فطور، وهو ما يفعله 33% من تلاميذ المدارس الابتدائية الألمانية، يعني أن جسم هذا الطفل ينقصه لتر كامل من الماء، أو لنقل أنه سيكون بحاجة إلى لتر من الماء لإشباع حاجات وظائفه الجسدية والعقلية.
وأوضح الباحث أن نقص لتر من الماء في الرياضة يعني أن الرياضي لا أمل له بالفوز. وتنطبق هذه الحال تمامًا على المستوى الدراسي، لأن الطفل الذي ينقصه الماء لا أمل له بالنجاح. وتثبت الدراسات الحديثة أن النقص المؤقت للماء في جسم الطفل يضر كثيرًا بالذاكرة القصيرة المدى وبقدرة الطفل على خزن واستيعاب المعلومات. هذا في حين أن شرب الماء بانتظام يزيد قابليات الطفل الذهنية بشكل ملحوظ.
وقال الباحث إن كمية 150 سم مكعب من الماء التي يتناولها الطفل مع فطوره في الفرصة بين الحصص لا تكفي لتعويضه عن لتر الماء المفقود في يوم دراسي طوله 6 ساعات.
ق.م