ضحايا يبيتون في العراء يواجهون البرد وخطر الموت.. الملك يتخلى عن منكوبي زلزال الحوز بالمغرب

ضحايا يبيتون في العراء يواجهون البرد وخطر الموت.. الملك يتخلى عن منكوبي زلزال الحوز بالمغرب

*  جمعية تحذر من تفاقم الأوضاع الهشة للنساء ضحايا الزلزال

 

تحولت المخيمات التي أقامها المنكوبون ضحايا زلزال المغرب وسط الساحات وعند سفوح الجبال إلى ما يشبه البرك، بعد أن تخلى عنهم نظام المخزن الذي أخلف بوعده وترك الضحايا يواجهون مصيرا مجهول ، خاصة بعد تسجيل ضحايا مؤخرا بسبب البرد.

مع قرب حلول فصل الشتاء تتزايد تخوفات قاطني التجمعات السكنية التي فرض زلزال الحوز إحداثها، بالمناطق المنكوبة، وهي حوالي 40 جماعة ترابية قروية بإقليم الحوز، من قسوة البرد والتساقطات المطرية والثلجية؛ ما يطرح تساؤلات حول الوعود التي قدمها ملك المغرب لمواجهة صرخات المتضررين والتي يبدو أنه قد أخلفها. وقال بعض السكان، الذين انتهوا من فاجعة وهم الآن في انتظار أخرى، في تصريحات إعلامية، هل سنبقى عرضة للتساقطات المطرية والثلجية؟ وما الحل أمام المياه التي تغزو الخيام؟ وإلى أي حد يمكن تسريع التعويض الذي تقرر لاستثماره في كراء منازل تحميهم قساوة البرودة. يأتي هذا في وقت لقي 25 شخصا مغربيا مصرعهم بسبب البرد في إحدى القرى التي ضربها الزلزال الأخير بإقليم الحوز في المغرب. وتسبب تساقط الثلوج وبرودة الطقس في هذه المنطقة التي تقع على ارتفاع 1233 مترًا فوق سطح البحر، في إصابة العشرات بالالتهاب الرئوي بينهم أطفال. وقال أحد القاطنين بالخيام البلاستيكية بإقليم الحوز، إنهم يعانون في صمت، لدرجة أن ملابسهم وأغطيتهم تبللت بالأمطار، بسبب تسرب المياه إلى داخل الخيم التي يقطنون بها، بعدما دمر الزلزال منازلهم. ومنذ فترة، خرج مئات المتظاهرين إلى شوارع مدينة أمزميز للتعبير عن الغضب والإحباط، والتنديد بما وصفهه “استبعاد بعض السكان من المساعدات الطارئة، وعدم وضوح اللجنة البين-وزارية بخصوص برنامج إعادة الإعمار، ولجوء السلطات المحلية إلى تعقيد المساطر المتعلقة باستفادة ضحايا الزلزال من الدعم، وبالتسجيل في برنامج إعادة الإعمار”. وطالب المحتجون الذين يشعرون بالقلق بشأن المأوى مع اقتراب فصل الشتاء في جبال الأطلس التي ضربها الزلزال المدمر بتعميم الكهرباء على جميع التجمعات السكنية وتجهيزها، وتوفير ما يكفي من المرافق الصحية، مع زيادة عدد نقط التزود بالماء الصالح للشرب؛ كما نددوا بما أسموه “إقصاء فئات كبيرة من الأسر المتضررة من الزلزال من الدعم الشهري المخصص. من جهتها، نبهت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، إلى خصوصية الأوضاع التي تعيشها النشاء، حيث سجلت الجمعية استمرار ارتفاع وتيرة العنف ضد النساء بشكل مهول، لا سيما العنف الاقتصادي الناتج عن اسفحال الأزمة الاقتصادية وتأثيرها غير المتناسب على النساء، كما نبهت لتداعيات زلزلال الحوز على تفاقم الأوضاع الهشة للنساء اللواتي يعانين أصلا من الفقر والاستغلال بسبب الأعمال غير المأجورة والتي ينتظر أن يزيد حجمها مع تزايد أعباء الرعاية من طهي وتنظيف ورعاية الأطفال و كبار السن، بالإضافة إلى ذوي الإعاقة من أفراد الأسرة التي تقتضيها مسؤولية استعادة “الحياة الطبيعية” ما بعد الزلزال والتي تقع بشكل أكبر على النساء والفتيات.