صور من همة الصحابة رضي الله عنهم

صور من همة الصحابة رضي الله عنهم

عن ربيعة الأسلمي رضي الله عنه، قال: “كنت أبيتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم، آتيه بوضوئه فقال: “سلني”، قلتُ: مرافقتك في الجنة، قال: “أو غير ذلك”، قلتُ: هو ذاك، قال: “فأعنِّي على ذلك بكثرة السجود”؛ أخرجه أبو داود. وعن عوف بن مالك رضي الله عنه، قال: “سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى على جنازة، يقول: “اللهم اغفر له، وارحمه، واعف عنه، وعافه، وأكرم نزله، ووسِّع مدخله، واغسله بماء وثلج وبرد، ونقِّه من الخطايا، كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه، وقِهِ فتنة القبر، وعذاب النار”، قال عوف: “فتمنَّيْتُ أن لو كنت أنا الميت لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الميت”؛ أخرجه مسلم.

وعن ابن عباس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يدخل الجنة من أُمَّتي سبعون ألفًا بغير حساب”، فقال عكاشة بن محصن رضي الله عنه: يا رسول الله، ادْعُ الله أن أكون منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنت منهم” فقام آخر، فقال: ادعُ أن أكون منهم، قال: “سبقك بها عكاشة” متفق عليه. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قوموا إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض”، فقال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: “نعم”، فقال: بخ بخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يحملك على قول بخ بخ؟” قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: “فإنك من أهلها”، فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييتُ حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، ثم رمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل”؛ أخرجه مسلم.

جاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، فقالوا: “يا أبا محمد، إنا والله ما نقدر على شيءٍ، لا نفقة، ولا دابَّة، ولا متاع، فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم إلينا، فأعطيناكم ما يسَّر الله، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم؛ فإني سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: “إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفًا”، قالوا: فإنا نصبر لا نسألُ شيئًا”؛ أخرجه مسلم. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه أحَبُّ إليَّ مما عُدِلَ به، أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يدعو على المشركين، فقال: لا نقول كما قال قوم موسى ” فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا ” المائدة: 24؛ ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، أشرق وجهُه وسرَّه؛ يعني: قوله”؛ أخرجه البخاري.