من الواضح أن تعاقد “ريال مدريد” مع البلجيكي إيدين “هازارد” يفوق بمعطياته أهمية الحاجة إلى لاعب مميز بحجم نجم “تشيلسي” خاصة بعد الموسم المخيب للآمال الذي قدمه الميرينغي الموسم الفائت وخرج منه خالي الوفاض من أي لقب محلي أو قاري، كما أنه يتجاوز العودة القوية للفريق الملكي إلى سوق الإنتقالات بعد محاولات خجولة في الموسم الماضي.
ومنذ اعلان التعاقد مع هازارد وحتى قبل تقديمه رسمياً إلى الجماهير ووسائل الإعلام، كان اللافت ما أحدثه خبر التعاقد مع البلجيكي من حالة جماهيرية أقرب إلى “الهيستيرية” لدى عشاق الميرينغي أعادت بالذكرى الى أيام تألق البرتغالي كريستيانو “رونالدو” في السنوات الماضية وما حققه مع الريال من انتصارات وإنجازات توجته أفضل لاعب في العالم خمس مرات.
ويمثل تعاقد الريال مع إيدين هازارد خطوة البداية في طريق العودة إلى عهد اللاعبين العمالقة “غالاكتيكوس” بعدما بقي كريستيانو رونالدو النجم الأوحد في الفريق على مر السنوات التسع التي لعب فيها في سانتياغو برنابيو، ليأتي التعاقد مع لاعب تشيلسي بمثابة الرغبة في إعادة ريال مدريد إلى السكة الصحيحة عن طريق العودة مجدداً لسياسة التعاقدات القوية والتي لطالما كانت السمة البارزة لإدارة فلورنتينو بيريز.
من هنا يمكن فهم الحالة الجماهيرية التي تجسدت مع الاعلان عن التعاقد مع هازارد، وكأن جماهير الميرينغي قررت إغلاق صفحة كريستيانو رونالدو إلى الأبد وفتح صفحة جديدة للاعب “بديل” سيدخل قريباً إلى سانتياغو برنابيو مرتدياً الرقم نفسه الذي كان يحمله رونالدو، لكن هذه المرة مع دعم لامحدود قد يجعل منه اللاعب رقم واحد في الريال قريباً.
في الحقيقة تبدو كل الظروف مهيأة أمام هازارد من أجل شغل تلك المكانة الشاغرة حالياً في ريال مدريد، فهو سيتقاضى الراتب الأعلى في الفريق وينظر إليه على أنه خير خلف لخير سلف، أضف إلى ذلك أن البلجيكي أنهى مسيرته مع البلوز وهو في القمة ومتوجاً بلقب كأس الإتحاد الأوروبي، لذلك سينظر إليه من الآن على أنه خليفة رونالدو بلا جدال.
لكن السؤال الأهم هو: “هل يستطيع إيدين هازارد أن يكتب في أذهان جماهير الريال فصلاً أكثر إشراقاً مما فعله الدون”؟
أكيد لا يمكن من الآن اعطاء إجابة صريحة ووافية عن هذا السؤال على الرغم من التألق الكبير لهازارد طوال المواسم التي لعب فيها مع تشيلسي، ومع ذلك فإن ما حققه كريستيانو رونالدو مع الميرينغي هو أقرب إلى المستحيل سواء بعدد الأهداف التي سجلها أو الألقاب وتحديداً لقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات في خمسة أعوام وهو ما قد يجعل اعتبار هازارد خليفة رونالدو أمراً في غاية الصعوبة في المدى المنظور.