أنا صديقتكم حسينة من المدية، عمري 27 سنة، موظفة في مؤسسة تربوية منذ أكثر من 5 سنوات، أعيش حياة هادئة وسط أسرتي والكل يحترمني ويقدرني لأنني إنسانة ملتزمة في حياتي وأخلاقي عالية ويعترف لي الجميع في عملي بأنني موظفة مواظبة في أداء مهامي، لكن لدي مشكلة عكرت صفو حياتي متمثلة في أن لي زميلة في عملي تعتبر صديقتي المقربة أحكي لها كل أسراري وأشاركها كل تفاصيل حياتي وآخذ برأيها في كل ما أريد أن أتخذه من قرارات في حياتي، ولا توجد لدي صديقات أخريات غيرها، عكسها تماما، فهي لها صديقات كثيرات خاصة من خارج العمل وهذا الأمر لا يعجبني وفي الكثير من الأحيان يدفعني للشجار معها، حيث أصبحت قلقة جدا من مصاحبتها لصديقاتها، فأنا أغار منها كثيرا عندما أجدها تتحدث مع فتيات أخريات حتى ولو كنت أنا الأفضل عندها.
لا أخفي عليك سيدتي الفاضلة أن تصرفاتي هذه معها أصبحت تقلقها وقالت لي بصريح العبارة “لو استمريت في هذه التصرفات سأقطع علاقتي بك نهائيا ولن أعود إليك مهما فعلت”.
فهل أنا على صواب فيما أفعله ورغبتي في أن تكون صديقتي لي وحدي خوفا من أن تحكي أسراري لغيري أم أنا مخطئة.
فأرجوك دليني على الحل الأرجح لمشكلتي قبل أن تتخذ صديقتي حلا لا يعجبني وأندم عليه طوال حياتي، خاصة وأنها هددتني بقطع علاقتها بي نهائيا إن استمريت في هذه التصرفات معها .
الحائرة: حسينة من المدية
الرد: بالطبع أنت مخطئة صديقتي حسينة في تقديرك للصداقة، فهذه الأخيرة (الصداقة) لا تعني التملك ومحاسبة الصديق على حديثه مع الآخرين كما تفعلين مع صديقتك، بينما الصداقة يفترض فيها مقدار أكبر من احترام الحرية الشخصية ووجود قدر كبير من القبول بأن لكل صديق الحق في مصادقة الآخرين وله كل الحرية في مصاحبة من يريد دون شروط.
وبخصوص خوفك من أن تبوح بأسرارك للغير، فهنا ألومك أنت أكثر، فكان من المفروض ألا تبوحي بأسرارك الخاصة للغير مهما كانت صفتهم لديك حتى لا تقعي في ذلك الفخ وينشر كل شيء عن حياتك الخاصة عند كل من هب ودب.
وأنت مطالبة صديقتي حسينة بتغيير نظرتك لمعنى الصداقة وألا تشترطي على صديقتك ألا تكلم غيرك، فهذا يعتبر تملكا وتقييدا لحرية الآخرين.
نأمل منك أن تخبرينا في المستقبل القريب بأنك غيرت من نظرتك لمعنى الصداقة وتحسنت علاقتك مع صديقتك التي هي زميلتك في العمل في نفس الوقت.