صدرت، مؤخرا، عن دار النشر “كالما” الطبعة العربية من “الموسوعة الجزائرية” التي اهتمت بالتاريخ والسياسة والثقافة والآداب والفنون والآثار والمعالم التاريخية منذ العصور القديمة إلى اليوم.
واحتوت هذه الطبعة التي تتكون من أربعة أجزاء العديد من الإضافات والفصول، تناولت تاريخ الجزائر القديم، حيث تعمق الفريق الذي ساهم في إنجاز هذا العمل من أكاديميين وباحثين وصحافيين في دراستهم للموضوع.
كما باحثوا في موضوعي الثقافة والتراث الجزائري بمختلف مكوناته عبر الأزمنة
وأيضا في مسألة الفنون والآداب. وسيجد متصفح هذا المؤلف في الجزء الأول معلومات عن الحقبات التاريخية للجزائر منذ العصور القديمة إلى اليوم بقلم بن يوب رشيد الذي أشرف على إنجاز هذه الطبعة العربية .
وتطرق في هذا الجزء إلى العديد من المسائل الخاصة بتاريخ الجزائر القديم والحديث متوقفا عند محطات هامة.
كما ساهم في الفصل الثالث من هذا الجزء الأستاذ عبد العزيز بوباكير بموضوع تحت عنوان “الجزائر بعيون المشاهير”، ذكر فيه البعض من مشاهير العالم الذين أُعجبوا بالجزائر مثل المناضل الثائر تشي غيفارا وعباس محمود العقاد وأولوف بالم وجون كينيدي وغارسيا ماركيز وآخرون.
وتضمن هذا الجزء كذلك موضوع الأرشيف الرياضي للصحافي عبد الحكيم بلبطي تناول إنجازات الرياضة الجزائرية.
وركز الجزء الثاني من الموسوعة على البحث في التراث الجزائري، حيث تعتبر الجزائر من بين أهم الدول وأكثرها امتلاكا للآثار والمعالم التاريخية، وكانت الاكتشافات الأخيرة في موقع عين بوشريط بمنطقة عين لحنش (سطيف) التي كشفت عن ثاني أقدم آثار للإنسان أكدت على أن تاريخ الجزائر يمتد بين 2.4 و 2.9 مليون سنة.
وتضمن الجزء إطلالة على مدن ومعالم العهد القديم مثل سيقا وطاغاست وتيفست و غيرها من المدن وأيضا المعالم وأماكن العبادة من مساجد وكنائس والحواضر مثل تيهارت واشير وقلعة بني حماد وواد ميزاب ومعالمها. وتطرق الكاتب لفن العمارة و الأنماط المتعاقبة مثل النوميدي والبيزنطي والعمارة الإسلامية والأندلسية.
وتطرقت الباحثة والمهتمة بقضايا التراث ويزة قلاز في الفصل الثالث من الجزء الثاني إلى الحرف التقليدية، حيث قدمت معلومات وشروحات حول المهارات الحرفية وأيضا التعابير الشفهية وفنيات الري وأشكال أخرى من التراث التي يجب المحافظة عليها.
وخصص الجزء الثالث من الموسوعة لموضوع الآداب والفنون، وقدم الكاتب و الصحافي حميد عبد القادر في هذا السياق قراءة تحليلية للعطاء الفكري والعلمي و الأدبي في الجزائر، ضمّنها التفاتة تقدير لبعض الأقلام التي ساهمت في إثراء الحقل الفكري والأدبي في الجزائر مثل مصطفى لشرف ومحمد أركون والقديس اوغسطين و عبد الحميد بن هدوقة وأمين الزاوي وبوجدرة وغيرهم …
وتحدث الأستاذ مخلوف بوكروح المختص في شؤون المسرح الذي أخرج العديد من الأعمال المسرحية في الفصل الثاني من هذا الجزء عن سياق ظهور المسرح الجزائري، إلى جانب تخصيص حيز للسير الفنية لرواد المسرح مثل سيد أحمد قومي و محيي الدين بشطارزي وفتيحة بربار وعبد القادر علولة ورويشد.
كما شمل الفصل إسهامات حول الطبوع الموسيقية الجزائرية وأيضا بحثا حول الشعر الشعبي للجامعي عبد الكريم اوزغلة الذي اعتبر هذا الشعر “سجلا حافلا بالأحداث الجسام ويحفظ انتصارات الأمة وانكساراتها ويبرز معالمها وقيمها ..”
وحظيت الحركة التشكيلية في الجزائر باهتمام خاص في هذا العمل، حيث بعد تقديم إحاطة بهذا الفن، تم التوقف عند رواد ومؤسسي هذه الحركة الفنية من أمثال بن دباغ و إسياخم وتمام وعائشة حداد ومحمد راسم …
كما تطرق هذا الجزء إلى السينما الجزائرية من خلال مساهمة لأحمد بجاوي السينمائي والناقد الذي أبرز فيها الدور الذي لعبته السينما الجزائرية كسلاح للنضال في المحافل الدولية بتناولها للقضية الجزائرية.
وخصص الجزء الرابع من الموسوعة المعنون بـ “التاريخ والذاكرة” فصلا للجزائر القديمة، فكتب فيه الأستاذ محمد الهادي حارش المتخصص في تاريخ نوميديا وبلدان المغرب في العصور القديمة موضوعا عن تاريخ الجزائر القديم، تحدث فيه عن أطر المجتمع ومظاهر الحياة الفكرية والديانة والأعراف. كما خصص جانبا لمملكة نوميديا .
وكتب الباحث عبد حكيم بلبطي موضوعا عن “الجزائر من الفتح الإسلامي إلى الفاطميين ثم انتقال الحكم من العرب إلى الأمازيغ”، كما تحدث عن الجزائر العثمانية وكذا التوسع الاستعماري والمقاومة الشعبية .
وقدم هذا الجزء كذلك لمحة موجزة عن أشهر الوجوه التاريخية والشخصيات الوطنية مثل محمد بوضياف وعبان رمضان ومصطفى بن بولعيد وحسيبة بن بوعلي، علاوة على المناضلين الجزائريين من أصول أوروبية مثل هنري مايو وفرناند إيفتون.
ق/ث