صحتنا في غذائنا.. هل تسبب المحليات الصناعية أمراض القلب؟

صحتنا في غذائنا.. هل تسبب المحليات الصناعية أمراض القلب؟

ترتبط المحليات الصناعية بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، ولا ينبغي اعتبارها بديلًا صحيًا وآمنًا للسكر، وفقًا لنتائج دراسة كبيرة أجريت على البالغين الفرنسيين.

ووفقًا لموقع “روسيا اليوم”، تستخدم المحليات الصناعية على نطاق واسع كبدائل منخفضة السعرات الحرارية أو خالية من السكر، وتوجد في آلاف المنتجات في جميع أنحاء العالم، لا سيما الأطعمة فائقة المعالجة، مثل المشروبات المحلاة صناعيا وبعض الوجبات الخفيفة والوجبات الجاهزة منخفضة السعرات الحرارية.

وتشير النتائج إلى أن هذه المضافات الغذائية، التي يستهلكها ملايين الأشخاص يوميا، لا ينبغي اعتبارها بديلا صحيا وآمنا للسكر، حيث وجد الباحثون ارتباطا مباشرا محتملا بين ارتفاع استهلاك التحلية الصناعية وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتة الدماغية.

وثبت منذ فترة طويلة الآثار الضارة للسكريات المضافة للعديد من الأمراض المزمنة، ما دفع شركات الأغذية إلى استخدام المحليات الصناعية بدلا من ذلك في مجموعة واسعة من الأطعمة والمشروبات.

وربطت العديد من الدراسات بين استهلاك المحليات الصناعية أو المشروبات المحلاة صناعيا وزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم والالتهابات، لكن النتائج لا تزال مؤكدة حول دور المحليات الصناعية في الإصابة بأمراض مختلفة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية.

واستخدمت العديد من الدراسات القائمة على الملاحظة استهلاك المحليات الصناعية كبديل لاستكشاف مخاطر الأمراض القلبية الوعائية، ولكن لم يقم أي منها بقياس كمية التحلية الاصطناعية من النظام الغذائي العام.

وأوضح الباحثون في الورقة البحثية المنشورة في المجلة الطبية البريطانية، أن النتائج المستخلصة من دراسة واسعة النطاق تشير إلى وجود ارتباط مباشر محتمل بين زيادة استهلاك المُحليات الصناعية وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وفحصت الدراسة، التي قادها خبراء من جامعة السوربون باريس نورد، تناول المحليات من جميع المصادر الغذائية، بما في ذلك المشروبات ومنتجات الألبان، وقارنوها بخطر الإصابة بأمراض القلب أو الدورة الدموية.

استهلك ما مجموعه 37% من المشاركين المحليات الصناعية، بمتوسط ​​تناول 42.46 ملغ / يوم.

من بين المشاركين الذين تناولوا المحليات الصناعية، كان متوسط ​​المتحصلات لفئات المستهلكين المنخفضة والعالية 7.46 و77.62 مغ / يوم على التوالي.

بالمقارنة مع غير المستهلكين، يميل المستهلكون الأعلى إلى أن يكونوا أصغر سنا، ولديهم مؤشر كتلة جسم أعلى، وكانوا أكثر عرضة للتدخين، ويكونون أقل نشاطا بدنيا، ويتبعون نظاما غذائيا لفقدان الوزن. ولديهم أيضا كمية أقل من الطاقة الإجمالية، وانخفاض نسبة الكحول، والدهون المشبعة والمتعددة غير المشبعة، والألياف، والكربوهيدرات، ومآخذ الفاكهة والخضروات، ومآخذ كميات أكبر من الصوديوم، واللحوم الحمراء والمعالجة، ومنتجات الألبان، والمشروبات التي لا تحتوي على سكر مضاف. ومع ذلك، أخذ الباحثون في الاعتبار هذه الاختلافات في تحليلاتهم.

ولأن الدراسة قائمة على الملاحظة، لا يمكن تحديد السبب، ولا يُستبعد احتمال أن تكون عوامل أخرى غير معروفة قد أثرت على النتائج. ومع ذلك، قال الباحثون، إنها كانت دراسة كبيرة قيمت تناول التحلية الصناعية باستخدام بيانات غذائية دقيقة وعالية الجودة، وكانت النتائج متماشية مع دراسات أخرى تربط المحليات الصناعية بعلامات تدل على الصحة السيئة. وقالوا إن هناك حاجة لمزيد من الدراسات.