شهدت المحافظات الفلسطينية، الثلاثاء، سلسلة فعاليات ومسيرات تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام في يومهم التاسع من الإضراب، وسط دعوات لتصعيد الفعاليات التضامنية في وقت بدأت حالات الأسرى
الصحية تتدهور.
وقال منسق “القوى الوطنية والإسلامية” في محافظة رام الله والبيرة، عصام بكر على هامش مسيرة تضامنية مع الأسرى المضربين شارك فيها ألاف الفلسطينين من النقابات والمؤسسات والوزارات الفلسطينية، إن “الحركة الشعبية تتصاعد نصرة للأسرى مع دخولهم أسبوعهم الثاني، حيث تتنوع الفعاليات من مختلف القطاعات، وذلك بهدف أن تتسع أشكال التضامن الشعبي والجماهيري بكثافة أكبر”.ومن المفترض أن تتصاعد الفعاليات التضامنية، وفق بكر، حيث تمت الدعوة إلى إضراب شامل في الأراضي الفلسطينية، غدا الخميس، للتضامن مع الأسرى، والتوجه إلى خيام الاعتصام والمشاركة في الفعاليات التضامنية. كذلك يشهد يوم الجمعة ، يوماً للتضامن في نقاط التماس مع الاحتلال وستقام صلوات الجمعة هناك، بهدف إسماع الأسرى صوت المتضامنين معهم.وشدّد بكر على أن هذه المعركة هي معركة الشعب الفلسطيني بأسره، ومطلوب كذلك من الضمائر الحية في العالم الوقوف مع الأسرى وإسماع صوتهم كي يحقق الأسرى مطالبهم، بينما شهدت الأيام الماضية سلسلة فعاليات في العالم شملت نحو 87 مدينة وعاصمة، تضمنت اعتصامات ومذكرات أمام السفارات الإسرائيلية، بهدف إيصال رسالة بأن العالم لن يقف مكتوفاً أمام ممارسات إسرائيل بحق الأسرى. من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، خلال المسيرة التي انطلقت من خيمة الاعتصام والتضامن الدائمة وسط مدينة رام الله، وجابت شوارع المدينة، إن “الأسرى بدأت أحوالهم الصحية تتدهور في يومهم التاسع، حيث تم نقل بعض الأسرى إلى العيادات والمستشفيات، وبدأوا يفقدون الكثير من أوزانهم، ويعانون من صداع وألم ودوخة وعدم القدرة على الحركة”.وحمل قراقع إسرائيل المسؤولية عن حياة وصحة الأسرى، وقال: “إسرائيل تريد أن تقتل الأسرى حيث توجد تصريحات رسمية بذلك، لكننا نقول للعالم، إن عليه أن يسمع صوت الأسرى وصوت الشعب الفلسطيني وأن تتم محاسبة إسرائيل على هذه الجريمة المنظمة الرسمية بحق الأسرى، وإن على الأمم المتحدة والعالم أن يرسل لجان تحقيق لتكون شاهدة على ما يجري بسجون الاحتلال من انتهاكات مستمرة”.وأضاف: “هذه انتفاضة بدأت لن تتوقف وستتطور ما دامت إسرائيل تماطل في الاستجابة لمطالب المعتقلين، وهي المسؤولة عن كل ما يجري، لافتاً إلى أن هناك حراكاً دولياً بشأن قضية الإضراب، حيث بدأت جامعة الدول العربية تتحرك وطلبت من الجمعية العامة للأمم المتحدة عقد اجتماع، علاوة على وجود أنشطة وفعاليات مناصرة للأسرى في أكثر من دولة عربية ودولية، فهذا الإضراب عالمي يهم كل العالم وليس الشعب الفلسطيني وحده، فهو إضراب من أجل العدالة الإنسانية في كل مكان”. من جهتها أعلنت المحامية فدوى البرغوثي، زوجة القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، أن مصلحة السجون الإسرائيلية تمنع أي اتصال مع زوجها وباقي المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام لليوم التاسع على التوالي.وقالت البرغوثي “تمنع إسرائيل المؤسسات الدولية مثل الصليب الأحمر وأعضاء عربا في الكنيست والمحامين من زيارة الأسرى المضربين. وهذا إجراء غير قانوني ومناف لأبسط الحقوق الإنسانية”.وبدأ حوالي 1500 معتقل فلسطيني إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ ثمانية أيام للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية داخل السجون، وسط حالة تضامنية في الشارع الفلسطيني.وقالت البرغوثي “أن مجموعة من المحامين حصلوا على قرار من محكمة العدل العليا لزيارة المضربين، غير أن أنهم فوجؤوا حينما توجهوا إلى السجون بمنعهم من مقابلة الأسرى بحجة أن وضعهم الصحي لا يسمح بجلبهم للمقابلة”.ويقود الإضراب مروان البرغوثي المحكوم بالمؤبد أربع مرات. ونقلت اللجنة الوطنية الفلسطينية الداعمة للإضراب والمؤلفة من نادي الأسير والهيئة الفلسطينية لشؤون الأسرى وعدد من المؤسسات المدافعة عن حقوق الأسرى، عن معتقل كان في المكان الذي عزل فيه البرغوثي داخل سجن هداريم، أن الوضع الصحي للبرغوثي تردى.والمطلب الرئيسي للمضربين هو أن توقف إسرائيل الاحتجاز بدون محاكمة لنحو 500 فلسطيني تحتجزهم حاليا فضلا عن إنهاء الحبس الانفرادي.ويطالب المضربون عن الطعام أيضا بتحسين الرعاية الطبية وإطلاق سراح السجناء المعوقين أو الذين يعانون من أمراض مزمنة وإتاحة مشاهدة المزيد من القنوات التلفزيونية وتوفير مزيد من الاتصالات الهاتفية مع الأقارب وزيادة عدد زيارات العائلات.وشهدت الأراضي الفلسطينية خلال الأيام الماضية مسيرات ومواجهات مع الجيش الإسرائيلي تضامنا مع المعتقلين المضربين عن الطعام، من جانبه وجه أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خطابًا عاجلًا إلى أنطونيو جوتيريش، السكرتير العام للأمم المتحدة، أعرب فيه عن قلقه العميق تجاه الأوضاع الإنسانية القاسية التى يعانى منها المئات من الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، والذين كان قد بدأوا إضرابًا عن الطعام منذ قرابة الأسبوع، سعيًا لفضح الأوضاع غير الآدمية التى يواجهونها نتيجة الاحتجاز غير القانونى لهم من قبل السلطات الإسرائيلية. وتشير الإحصائيات الفلسطينية إلى أن حوالي 6500 معتقل فلسطيني موزعون على 22 سجنا ومركز توقيف من بينهم 300 طفل و62 معتقلة يخوض منهم 1500 إضرابا مفتوحا عن الطعام لليوم التاسع للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم.