ستكون فعاليات الطبعة السابعة والعشرين للصالون الدولي للكتاب المقرر من السادس إلى السادس عشر نوفمبر الجاري بقصر المعارض، محطة تعرض خلالها المؤسّسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، كتابين جديدين الأوّل للمختصة في الطبخ ياسمينة سلام بعنوان “الكسكس. جذور وألوان الجزائر” وجاء في ملخّصه: “مَن منا لا يعرف الكسكس؟” تحت مسمياته المختلفة: سيكسو، وكوسكسي، وأسيكسو، وطعام، وبربوشة أو عيش، وبأشكاله وألوانه المتعدّدة مع اللحم والخضار، بالصلصة البيضاء أو الحمراء، أو حتى دون صلصة؛ إنه موجود في قائمة جميع العائلات؛ باعتبار أنّه طبق يومي، يُطبخ في جميع المناسبات السعيدة والحزينة”.
وتقدّم ياسمينة سلام في كتابها الجديد، توضيحات عديدة، وإجابات عن أسئلة تتعلّق بأصل الكسكس، وتاريخ تطوّره، بالإضافة إلى نشرها عدد لا يُحصى من الوصفات المستقاة من جميع أنحاء البلد؛ لإسعاد جميع الأذواق. ومن خلال الصفحات الجميلة لهذا الإصدار، نكتشف الأبعاد الاجتماعية والثقافية والصوفية لهذا الطبق، الذي تم صقله وإثراؤه عبر العصور. كما أنّه موجود في كلّ قطعة أرض في الجزائر؛ فهو مليء بالجواهر، والعطور، والنكهات. كما تخبرنا المؤلفة بتاريخ هذا الطبق في العصور القديمة، إلى حين تسجيله من قبل اليونسكو، في 2020؛ كتراث غير مادي للإنسانية، وهو الأوّل من نوعه على نطاق عالمي؛ ما سمح له بعبور الحدود والمحيطات لغزو العالم.
أما الكتاب الثاني فهو لكريمة آيت دحمان والموسوم بـ “جرائم حرب فرنسا بالجزائر “(1830-1847). ورد في غلافه الرابع أنّ فرنسا استعمرت الجزائر، وفي جعبتها مخطّطات دموية، وهكذا فمنذ السنوات الأولى لاستعمار الجزائر (1830-1847)، كلّفت فرنسا مجرمي حرب حقيقيين، مدعومين بمنظّري التهجير، لإقامة الاستعمار الاستيطاني.
وبالنسبة للحجة، فقد استمدها الجيش من نظريات علماء الإثنوغرافيا، والاجتماع، والأنثروبولوجيا، ورجال الكنيسة، والجغرافيين العاملين في خدمة الجيش. إثر ذلك، قام جيش الاحتلال بمذابح لقبائل كاملة، وحرق ومصادرة الأراضي الخصبة، والترحيل الجماعي للسكان، واختطاف النساء واغتصابهن، واختطاف الأطفال الذين تم استخدامهم كرهائن، والغارات. كما تم تقديم هذه الجرائم الشنيعة كمآثر أسلحة جُمعت في كتابات من قبل نفس الأشخاص الذين ارتكبوا تلك الجرائم باسم فرنسا الاستعمارية، والذين نُصبت لهم التماثيل، ورُفعت رتبهم.
في نفس السياق تشارك دار “الأصالة” بأكثر من 415 عنوانا من أبرز العناوين التي صدرت حديثا أو ستصدر في معرض الكتاب الدولي بالجزائر.
الكتاب الجماعي “النخبة وبناء الدولة الجزائرية (دراسة في الخلفيات، الأدوار والأبعاد)” والذي أشرفت عليه الأستاذة عائشة عباش، حاول الباحثون المشاركون فيه، الإجابة عن عدة تساؤلات، أهمها “ما هي مراحل تشكُّل النخبة الجزائرية؟”، و “هل تمتلك النخبة مشروعا مجتمعيا وسياسيا، يؤهلها لممارسة السلطة؟”، وكذا “ما طبيعة العلاقة بين النخبة والسلطة السياسية في الجزائر؟”، وغيرها من التساؤلات والأطروحات.
كما سيكون للرواية نصيب من جديد “الأصالة” بترجمتها لرواية “لبيك حج الفقراء” للمفكر مالك بن نبي، رحمه الله، الذي حاول عبر حالة اجتماعية واقعية، إماطة اللثام عن الفكرة الدينية، وهي الإسلام، ودورها في تحوّل الفرد.
وضمن سلسلة “دراسات في فكر مالك بن نبي”، صدر لـ “الأصالة” كتاب للأستاذَيْن والباحثَيْن فاروق العربي والحواس كعبوش معنون بـ “استراتيجيات وسبل التغيير والتجديد المجتمعي عند مالك بن نبي (الأبعاد الفكرية والآليات العملية)” ، اللذين حاولا استقراء منهج التغيير عند مالك بن نبي، من خلال الأبعاد التي رسمها لهذا التغيير في العالم الإسلامي، بالإضافة إلى كتاب “المدخل لموطأ الإمام مالك” للدكتور إسماعيل خالدي، الذي رأى أن يجعل لكتاب الإمام مالك، مدخلا، يجعل قارئه يتعرّف من خلاله، على الموطأ، ويعطيه صورة كاملة عنه، وعن مؤلفه، والظروف والأسباب التي أدّت إلى تأليفه، وعلى ما يحتويه من حديث النبي عليه الصلاة والسلام، وآثارٍ، وفقهٍ، واستنباطٍ، وعلى طريقة مالك، ومنهجه في تأليفه، بالإضافة إلى عنوانين باللغة الفرنسية ضمن سلسلة “مشكلات الحضارة” للمفكر مالك بن نبي، هما “أزمة العالم الإسلامي” ، و”وجهة العالم الإسلامي ” من تقديم الأستاذ عبد الرحمن بن عمارة.
ق\ث