صالون الجزائر الدولي للكتاب.. طبعة أكدت تعلّق وشغف الجزائريين بالقراءة

صالون الجزائر الدولي للكتاب.. طبعة أكدت تعلّق وشغف الجزائريين بالقراءة

أُسدل الستار على فعاليات الطبعة الـ 27 من صالون الجزائر الدولي للكتاب، ليؤكد مرة أخرى مدى تعلق الجزائريين وشغفهم بالقراءة والأرقام تتحدث عن ذلك، حيث تجاوز عدد الزوار عتبة الأربعة ملايين ونصف مليون، مما يجعل الحدث واحدًا من أكبر التظاهرات المهتمة بالكتاب في العالم.

وإلى جانب التوافد والاقبال الجماهيري، شهد المعرض مشاركة 1007 ناشر من 40 دولة، من بينهم 290 ناشراً جزائرياً، استعرضوا على مدار 10 أيام ما يزيد عن 300 ألف عنوان. وأشرفت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، مساء السبت، على اختتام فعاليات الطبعة الـ 27 من صالون الجزائر الدولي للكتاب، الذي احتضنه قصر المعارض “صافكس” بالجزائر العاصمة، وتم الإعلان عن أسماء المتوجين بجائزة “كتابي الأول” في دورتها الأولى.

شهد حفل اختتام هذه التظاهرة الثقافية الكبرى، الأكثر رواجًا في الجزائر، حضور ممثل رئيس مجلس الأمة، ورئيس ديوانه، إلى جانب وفد من نواب البرلمان بغرفتيه، ورؤساء المجالس الاستشارية التابعة لرئاسة الجمهورية، وسفير دولة قطر بالجزائر، وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر، فضلاً عن نخبة من الأدباء ورواد الثقافة الجزائريين. وفي تصريح لها بالمناسبة، أكدت وزيرة الثقافة والفنون، الدكتورة صورية مولوجي، أن النجاح المتزايد لصالون الجزائر الدولي للكتاب يعكس العلاقة الوطيدة التي تجمع المواطن الجزائري بالكتاب، واعتبرته مؤشرًا صحيًا يفند الأطروحات التي تدّعي تراجع هذا الاهتمام.

وأضافت الوزيرة أن الجمهور أبدى اهتمامًا كبيرًا بكل الفعاليات الثقافية والفكرية المصاحبة للصالون، والتي تميزت بمداخلات نخبة من الأسماء البارزة في عالم الثقافة والفكر. وفيما يتعلق بجائزة “كتابي الأول”، أوضحت الوزيرة أن هذه المبادرة جاءت تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بهدف دعم الناشئة والمواهب الشابة، وأشارت إلى إمكانية تمديد مدة الصالون في الطبعات المقبلة لتلبية الإقبال الكبير. من جهتها، أكدت رئيسة لجنة تحكيم الجائزة، انشراح سعدي، أن اختيار الأعمال الفائزة باللغتين الوطنيتين، العربية والأمازيغية، استند إلى معايير دقيقة، من بينها جودة اللغة وتكريس القيم الوطنية والإنسانية. وقد فاز بالجائزة كل من بلقاسمي منصف عن روايته “عارية القش”، وأمل بن عبد الله عن روايتها “تاجوات دوباجو”. بدوره، أشار محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب، محمد إقرب، إلى المشاركة البارزة لـ 40 دولة في هذه الطبعة، مشيدًا بالبصمة المميزة التي رسمتها دولة قطر كضيفة شرف، إضافة إلى الحضور اللافت لكل من فلسطين، الصحراء الغربية، وموريتانيا. كما أثنى على البرنامج الثقافي الغني الذي رافق فعاليات الصالون. ويولي رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبّون أهمية كبيرة للصالون الدولي للكتاب، حيث أشارت وزيرة الثقافة صورية مولوجي أنّه ووفق توجيهاته الرشيدة دأب الصالون على بذل الجهود من أجل أن يكون مركز إشعاع حقيقي وطنيا ودوليا، قائلة إنّ الكتاب وإضافة لكونه أداة المعرفة الأولى منذ قرون خلت، سيظلّ أرضا خصبة للحوار الحضاري الرفيع بين الشعوب والأمم، والدرب الأسمى لنشر القيم الإنسانية بين شعوب المعمورة، لا سيما والعالم يشهد انتكاسة خطيرة فرضتها الصراعات والحروب التي أخذت أبعادا لا إنسانية ستظلّ وصمة عار على البشرية.

وعلى مدار 10 أيام شهد جناح دولة فلسطين رغم المشاركة الضئيلة بفعل الأحداث التي يشهدها هذا البلد، إقبالا كبيرا لزوار «سيلا»، الذين أبوا إلاّ أن يعبّروا عن تضامنهم اللا مشروط مع ما يحدث في غزّة الجريحة من إبادة جماعية من طرف الكيان الصهيوني الغاشم. وعرف من جهته، فضاء فلسطين برمجة عدّة نشاطات ثقافية وأدبية تضامنا مع الأشقاء الفلسطينيين في غزّة، على غرار ندوة “الجزائر وفلسطين، التزام دائم”، “إبادة في غزّة”، “فلسطين كتابات من السجن”، “أدب المقاومة في فلسطين، أقلام في وجه النار”، و”فلسطين في الشعر الجزائري”، “السينما في مواجهة الصهيونية”، “التفاتة إلى الشعراء الشهداء في غزّة”، إضافة إلى سلسلة من الأمسيات الشعرية التضامنية، بمشاركة مبدعين من الجزائر وضيف الشرف قطر وبلدان عربية.

كما شهد فضاء إفريقيا الحاضر كعادته في هذه التظاهرة بقوّة، نشاطات ثقافية وأدبية، من بينها ندوة “الأدب الإفريقي الحضور والوعي الجديد”، “إشعاع الثورة التحريرية في إفريقيا”، “الصحراء الغربية: آخر المستعمرات في إفريقيا”، “أصوات من موريتانيا”، “الجزائر وإفريقيا، قوافل ثقافية”، وكذا “الموروث العربي في الأدب الإفريقي” و”التراث الجزائري في اليونيسكو”.

ب\ص