مؤخرا، أضيفت أكثر من 20 كلمة كورية لقاموس أوكسفورد للغة الإنجليزية، من بينها كلمة Hallyu” هاليو” التي تعني حرفياً “الموجة الكورية”، ما يلقي الضوء على المد الثقافي الكوري الذي يشهد صعودا متواصلا في مختلف أنحاء العالم.
فكيف ومتى بدأت هذه الموجة الكورية؟ كيف استفادت منها كوريا الجنوبية داخلياً، وهل نجحت في إكسابها قوة ناعمة على الساحة الدولية؟
ويبدو أن الموجة الثقافية الكورية لم تعد تقتصر على منطقة جنوب شرق آسيا، بل تخطتها وتدفقت باتجاه باقي أنحاء العالم، وجعلت من فريق “بي تي إس” ( BTS) واحداً من الفرق الغنائية الأكثر شعبية في العالم، ومن المسلسل الدرامي “لعبة الحبار (Squid Game) المسلسل الأكثر مشاهدة على خدمة نتفليكس التي تبث الأفلام والمسلسلات عبر الاشتراك.
وربما بنفس الطريقة التي استعارت بها كوريا الجنوبية من الولايات المتحدة أو اليابان لتعزيز قدراتها التصنيعية، عكف مخرجو البلاد ومنتجوها على دراسة هوليوود وغيرها من مراكز صناعة السينما على مدى أعوام، واستعانوا بأساليبها، مع إضافة الكثير من اللمسات الكورية. ومع زيادة شعبية مواقع مثل يوتيوب، وبعد أن ساعدت خدمات بث الأفلام والمسلسلات مثل نيتفليكس، في تحطيم الحواجز الجغرافية، تحولت البلاد من مستهلك للثقافة إلى مصدر كبير لها.
وفقا لصحيفة كوريا هيرالد، بلغت الميزانية المخصصة لوزارة الثقافة لعام 2022 رقما ضخما هو 6.05 مليار دولار أمريكي. وذكرت الصحيفة أن الوزارة تعتزم زيادة دعمها لإنتاج المحتوى الثقافي والموجة الكورية والترويج لكوريا على مستوى العالم.
وتتحمل حكومة كوريا الجنوبية من 20 إلى 30 في المئة من ميزانية صندوق استثمار قيمته مليار دولار مخصص لتنمية الثقافة الشعبية وتصديرها، في حين تأتي النسبة المتبقية من البنوك الاستثمارية والشركات الخاصة.
كما أن الحكومة تلعب دورا نشطا في إدارة “الموجة” خارج كوريا، من خلال تنظيم مهرجانات ثقافية مختلفة تبرز ما تقدمه البلاد في هذا الشأن، وكذلك القيام بحملات علاقات عامة للترويج للسمات الثقافية التي تنفرد بها البلاد. وقد أقام قطاع الثقافة والإعلام بوزارة الثقافة نحو 40 مركزا ثقافيا في بلدان في إفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادي وأوروبا والأمريكيتين والشرق الأوسط وإفريقيا، للترويج للموجة الثقافية الكورية.
وذكرت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء نقلا عن تقرير صدر عن المؤسسة الكورية للتبادل الثقافي الدولي العام الماضي، أن صادرات البلاد الثقافية بلغت قيمتها 12.3 مليار دولار عام 2019، بارتفاع قدره 22.4 في المئة عن عام 2018.
ومؤخرا، ذكرت وسائل إعلام آسيوية أن فريق البوب الكوري الجنوبي “بي.تي.إس” أسهم وحده في اقتصاد بلاده بمبلغ 4.9 مليار دولار – وهو ما أطلق عليه إعلاميا “تأثير بي.تي.إس”.