يعيش سكان القصدير بحي سيدي منيف بزرالدة الواقعة غرب العاصمة كارثة بيئية بسبب تدفق المياه القذرة من بالوعات قنوات الصرف الصحي المهترئة التي شيدوا عليها أكواخهم، ويواجهون خطرا حقيقيا يترصد بهم
وبصحتهم دون أن تتدخل السلطات المحلية التي لم تجد حرجا في إدارة ظهرها لأكثر من 300 عائلة جازفت تحت وقع أزمة السكن ببناء مساكن هشة على أرضية غير صالحة تماما خاصة مع خطر فيضان الواد الواقع بالقرب منها في فصل الشتاء، في حين يتحول الى مصب لكل القاذورات والمياه القذرة في فصل الصيف موازاة مع جريانه البطيء وركوده أحيانا في وضع عقّد حياة السكان الذين يحاولون التعايش مع تداعيات هذه الظروف في انتظار الفرج.
يشتكي سكان الحي الفوضوي بزرالدة من الوضع الكارثي الذي يتواجدون عليه بسبب تدفق المياه القذرة من البالوعات نحو أكواخهم المشيدة أصلا فوق قنوات الصرف الصحي التي أكل عليها الدهر وشرب وبلغت درجة متقدمة من الاهتراء، حيث يزداد الخطر كل سنة مع حلول موسم الشتاء خاصة بالنسبة للعائلات التي تقطن أسفل الحي بالقرب من الواد، حيث تواجه خطرين كبيرين إما فيضان البالوعات بالمياه القذرة أو فيضان الواد الذي تجري به مياه قذرة أيضا.
وحسب السكان، فإنهم أخطروا السلطات المحلية بالأضرار التي يواجهونها دوريا ومجمل المشاكل الموازية التي تعكر عليهم صفو الحياة ومنها الانتشار الواسع للقمامة والنفايات المنزلية، حيث تبقى متراكمة لعدة أيام ما جعلها تشكل ديكورا مفروضا يزيّن أزقة الحي، وهو ما يتسبب في إزعاج كبير للمواطنين خاصة المارة منهم، حيث باتت هذه الأخيرة تستقطب الحيوانات الضالة على غرار الكلاب والقطط والجرذان وحتى الأفاعي، فضلا عن انتشار الحشرات الضارة من بعوض وذباب، الأمر الذي بات يهدد بانتشار أمراض وأوبئة خطيرة خاصة لدى الأطفال، وهذا نتيجة لاتخاذهم أماكن القذارة فضاء للعب لعدم توفر مساحات خاصة بذلك، معربين عن شدة استيائهم من هذا الوضع الذي قالوا إن محاولاتهم الكثيرة للتعايش معه باءت بالفشل خاصة مع حلول موسم الحر، إذ تصبح هذه النفايات سريعة التعفن والتحلل، مبدين تخوفهم الشديد من حدوث ما لا يحمد عقباه.