سينزل الفنان شيخ نعام، الثلاثاء المقبل، ضيفا على التلفزيون الجزائري عبر برنامج “تقديمن” الذي يعده ويقدمه كمال ديناميت.
وتحدث شيخ نعام عن بداياته قائلا: “غنيت في بداياتي الشعبي لأنني كنت من عشاق القصيدة، ومن المستمعين للحاج محمد العنقى ودحمان الحراشي والهاشمي قروابي. هذا العشق دفعني إلى الكتابة. على العموم، أحببت القصيدة ككيان لغوي وفكري، ورفضت أن أكون مجرد مقلّد”. وأضاف: “الكلمات تسري في فكري كما يسري الدم في الجسد. إنها موهبة ربانية. لم يكن في عائلتنا أي شاعر، رغم أن أصولنا من ولاية سعيدة، وأنا ابن سيدي بلعباس. أنا الابن الوحيد لوالدي، الذي سمّاني “شيخ”، وهذا اسمي الحقيقي، ليس اسمًا فنيًا كما يظن البعض. نشأت في جيل متذوّق للموسيقى الرفيعة: أم كلثوم، فريد الأطرش، محمد الطاهر الفرقاني، وردة الجزائرية، حمدي بناني، عبد الحليم حافظ وغيرهم كثير. تربّينا على الذوق الراقي في المقاهي والساحات. ربما هذا ما منح كلماتي صفة القصيدة النقية والواضحة، البعيدة عن الركاكة، وهذه هي ماهية أغنياتي منذ البداية. وتابع: “أول أغنية كتبتها كانت “أنا نويت نعشرك أنتيا” وهي قصة شخصية. ومن هنا بدأت قصتي مع الكتابة لفنانين آخرين مثل الشيخ فتحي، ثم الشيخ هواري بن شنات، وبعدهما فنانون شبان مثل حسني، نصرو، سيد علي، حسان الحراشي، ومحمد لامين وكتبت أيضًا لريم حقيقي، وأعددت مؤخرًا نصًا لحكيم صالحي وآخر لقانا المغناوي وعبدو درياسة. لكن الأبرز كان الشاب مامي، الذي غنى لي عدة أغنيات، منها: أنا ما عندي والي، مالي مالي، والأشهر: بلادي هي الجزائر”.
وأوضح قائلا: “للأسف الشاب مامي نسب تلك الأغنية لنفسه وسجلها باسمه في فرنسا، رغم أنها من كلماتي. كتبتها له بطلب منه، وأرسلت له النص عبر الفاكس بحضور بوعلام ديسكو مغرب. غنى المقطع الأول فقط، رغم أن القصيدة أطول وهي بحوزتي. استرجعت حقوقي في مالي مالي، ورفضت التنازل عن بلادي هي الجزائر رغم الضغوط. الكلمات مثل الأبناء، ولا أحد يتخلى عن فلذات كبده. مامي لا يزال يرفض الاعتراف، ربما لخشيته من دفع تعويضات قُدرت بـ158 ألف يورو، حسب ما قيل لي، لكن قضيتي ليست المال، بل استرداد حقي”.
وعن رأيه في واقع الكتابة في الوقت الراهن، يقول شيخ نعام “الجيل الحالي يعاني من ضعف الكلمات وسطحية المواضيع. أغلبهم يبحثون عن الربح السريع، لا عن القيمة. نادرًا ما يتناول المطربون الصاعدون موضوعات اجتماعية أو سياسية. لقد عملت على تطهير الراي من الكلمات الهابطة، وأعدته إلى بيت الطاعة الأخلاقية، بتقديمه وفق منابعه الأصلية: القصيدة البدوية والشعر الشعبي الملحون الجدي والمسؤول”.
ب\ص