يستقبل الجزائريون شهر رمضان لأول مرة تحت “الحجر المنزلي”، وذلك على خلفية الإجراءات الإحترازية التي اتخذتها الجزائر في سبيل القضاء على الجائحة ومحاربة فيروس كورونا العالمي، وبإعلان الوزير الأول، عبد العزيز جراد، ويأتي هذا عقب قرار “التمديد الثالث” للحجر الصحي والذي سيكون إلى غاية 29 أفريل الجاري أي -10 أيام-.
يختلف رمضان هذه السنة كثيرا عن السنوات الماضية، فبعدما غابت أجواء الاستعدادات لاستقبال الشهر الفضيل من الأسواق الجزائرية، سيفتقر الجزائريون لعادات وتقاليد اجتماعية، ناهيك عن الأجواء الدينية والروحانية خصوصا بعد تمديد حالة الطوارئ الصحية بالبلد إلى غاية 29 أفريل الجاري.
صلاة التراويح
تتعلق أفئدة الجزائريين خلال هذا الشهر بكل ما هو ديني وروحاني، إذ يحرص أغلب المواطنين على أداء صلاة التراويح داخل مساجد البلد سواء في المدن أو القرى، والتي تستقطب ملايين المصلين منذ أول ليلة في شهر رمضان، ويقصد كثيرون مساجد يؤم فيها قراء معروفون بأصواتهم الحسنة، لكن هذه السنة وفي ظل الأوضاع التي تعيشها الجزائر على غرار باقي الدول بعد انتشار فيروس كورونا المستجد وتمديد حالة الطوارئ الصحية بالبلد للحد من تفشي الوباء، سيغيب المصلون عن المساجد تطبيقا لقرار السلطات الجزائرية بمنع التجمعات حفاظا على سلامة الواطنين.
مناسك العمرة
يفضل آلاف الجزائريين كل سنة قضاء شهر رمضان بمكة المكرمة، حيث يتوجه المسلمون من كل بلدان العالم نحو المملكة العربية السعودية لتأدية مناسك العمرة خلال الشهر الفضيل لما لها من أجر وثواب مضاعف، لكن هذه السنة سيخلو صحن الطواف من الزوار والمعتمرين، وسيحن المعتمرون لتلك الأجواء الروحانية التي تبث الهدوء والسكينة في نفوسهم، بعدما أعلنت السلطات السعودية، الأربعاء 4 مارس 2020، إيقاف العمرة مؤقتا للمواطنين والمقيمين في إطار الإجراءات الاحترازية التي تتخذها لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد في البلد، واستكمالا للجهود المتخذة بهدف توفير أقصى درجات الحماية لسلامة المواطنين والمقيمين.
الإفطار الجماعي
لم تخلُ مطاعم وشواطئ الجزائر يوما من موائد الإفطار التي تجتمع حولها العائلات، الأصدقاء وزملاء العمل لكسر الروتين اليومي للإفطار داخل المنزل، خصوصا الشباب الذين يعيشون بعيدا عن عائلاتهم يرغبون في تذوق الإفطار في جو عائلي، لكن مع تمديد حالة الطوارئ الصحية بالبلد ستغيب هذه الأجواء عن الشارع الجزائري هذه السنة تطبيقا لتعليمات السلطات.
الرياضة قبل الإفطار
يتبع الكثير من الجزائريين خلال شهر الصيام نشاطات بدنية مختلفة، فقبيل ساعات من آذان المغرب يقصد المواطنون قاعات الرياضة أو شواطئ المدينة لممارسة رياضتهم المفضلة المشي، الجري، كرة القدم وغيرها من الأنشطة البدنية المفيدة لجسم الانسان، تلك المشاهد التي ستختفي هذه السنة بعد حظر التجول وإغلاق القاعات والأندية الرياضية، لكن هذا لا يعني الحرمان من ممارسة الرياضة فيمكن لكل شخص مزاولة التمارين الرياضية داخل بيته أو على سطح المنزل مع اتباع نصائح وإرشادات المدربين المحترفين وأخصائيي الصحة.
زيارة الأقارب
تعتبر زيارة الأقارب وصلة الرحم من عادات الجزائريين خلال شهر رمضان، للاجتماع حول مائدة الإفطار التي تمتلئ بما لذ وطاب من حساء “الشوربة”، الحلويات التقليدية كالقطايف، أو تؤجل الزيارات إلى المساء، وتعد هذه من بين العادات التي سيحن إليها الجزائريون هذه السنة، فكل العائلات لم تر بعضها منذ إعلان حالة الطوارئ وتطبيق حظر التجول، لتكتفي بالسؤال عن صحة وأحوال محبيها عبر الهاتف النقال أو التكنولوجيات الحديثة التي تتيح لهم فرصة مشاهدة الأقرباء عبر خاصية الفيديو.
الخروج بعد الإفطار
مباشرة بعد انتهاء صلاة التراويح تتفرق الصفوف المتراصة خارج المساجد، وتكتظ الشوارع والأزقة بالمواطنين، منهم من يقصد الكورنيش بحثا عن جو هادئ ومنهم من يقصد المقاهي التي تنتقل ذروة نشاطها إلى الليل في سهر ممتد إلى وقت ما قبل السحور، وتدور حول طاولاتها نقاشات سياسية، رياضية أو اجتماعية، مشاهد ستغيب لفترة من الزمن في ظل تمديد حالة الطوارئ الصحية.
ليلة القدر
ليلة القدر من أهم ليالي رمضان لها عادات وطقوس خاصة في المجتمع الجزائري، فخلال هذا اليوم يتبارى الأطفال الصغار فيما بينهم من أجل الصيام لأول مرة، ويكون الإفطار مختلفا عن باقي أيام رمضان كالاحتفال بالأطفال وتحبيبهم في الصيام، إضافة إلى ختانهم وإقامة الولائم بالمناسبة تيمنا بفضل هذه الليلة، هي طقوس اعتاد عليها الجزائريون كل سنة قبل تسلل فيروس كورونا المستجد إلى المدن الجزائرية، فلم يكتفِ بشل حركة مختلف القطاعات الحيوية بالبلد، بل تمادى ليشمل عادات وتقاليد لا يحلو للجزائريين مرور الشهر الفضيل دون تخليدها.
لمياء. ب