“مذكرات المجاهد زرق العين قدّور” هو عنوان مؤلف جديد للمؤرخ الدكتور لخضر سعيداني، الذي تعرض في هذا الكتاب إلى محطات من تاريخ الثورة المجيدة بمنطقة الونشريس من خلال شهادات المجاهد زرق العين.
وأشار الدكتور سعيداني في تصريحات صحفية، إلى أنه لم يكن بالإمكان تجاهل رغبة المجاهد الحاج قدور في كتابة سيرته للأجيال وقد ناهز التسعين وثلاث سنوات.
كما أوضح الكاتب قائلا: “لقد كان إصراره وقودا لرغبة جامحة انتهت بهذا النص، الذي يحاول أن يضيف ما يمكن إضافته لمشروع تاريخ الونشريس، الذي انطلقنا فيه منذ زمن؛ أطال الله في عمر الحاج قدور، والمجد والخلود للشهداء”.
ورأى الدكتور سعيداني هذه الخطوة تجربة مفيدة عاشها أثناء تسجيل شهادة المجاهد زرق العين قدّور المدعو “حميد”؛ فقد سمحت له بالوقوف على أحداث مهمة في تاريخ الونشريس بالناحية الأولى من المنطقة الثالثة – الولاية الرابعة.
وأكد الكاتب أن زرق العين قدور نشأ كسائر الجزائريين، في بيئة عانت من ويلات السياسة الرهيبة للاستعمار؛ الأمر الذي أدى به للانتقال نحو المتيجة للعمل من أجل مساعدة والده. وسرعان ما صمّم على الهجرة نحو فرنسا، وهذا ما سمح له بالوقوف على واقع من نوع خاص عبر معايشة ظروف العمال الجزائريين عن قرب.
كما كانت العودة إلى الجزائر بالنسبة لزرق العين قدّور، إيذانا بمرحلة جديدة، حسب الدكتور سعيداني؛ إذ ستكون فاصلة على المستوى الشخصي؛ فنتيجة للصراع مع حارس الغابة والذي انتهى بالتخلص من هذا الأخير، أصبح “حميد” مطلوبا من السلطة الفرنسية، وهنا أشار المتحدث إلى أن “هذه الظاهرة تمثل نموذجا فريدا مما اصطُلح عليه “عصاة الشرف”، والتي تعني الخارجين عن قانون السلطة الفرنسية”.
وأوضح الدكتور سعيداني أن تجربة الخروج عن سلطة الاستعمار، سهّلت اندماجا موضوعيا بالنسبة لرجل تحدى حارس الغابة، فكان زرق العين قدّور شاهدا على تشكُّل أولى أفواج جيش التحرير بالمنطقة التي شهدت أولى المعارك في “قرعة موت”.
ورأى المتحدّث أن الشهادة الشفوية كمصدر للتاريخ تُعدّ تعبيرا عن لحظة تطابق بين الواقعة التاريخية ولحظة البوح بها، وهي، بذلك، تحقق خصوصية التاريخ الراهن.
للإشارة، تأتي مذكرات المجاهد زرق العين قدور في إطار جهود الجمعية التاريخية “أصدقاء باب البكّوش” التي يرأسها الدكتور لخضر سعيداني؛ حيث تعمل على ترقية البحث التاريخي والجهد الثوري بمنطقة الونشريس.
ق/ث