شقيقتي الكبرى تكرهني وتريد تحطيم أحلامي وأهلي يقفون معها ضدي.. فكيف أتصرف معهم؟

شقيقتي الكبرى تكرهني وتريد تحطيم أحلامي وأهلي يقفون معها ضدي.. فكيف أتصرف معهم؟

أنا صديقتكم مريم من البليدة، عمري 26 سنة، أعيش وسط أسرة تتكون من الوالدين أطال الله في عمرهما وثلاث شقيقات، وأنا أصغرهن، وأنا الوحيدة في أسرتي التي أكملت دراستها وتخرجت من الجامعة بشهادة عليا مكنتني من الظفر بوظيفة محترمة، وهذا ما أدخلني في مشاكل مع أهلي بسبب شقيقتي الكبرى التي تكرهني وتحرض الجميع ضدي خاصة والدتي، حيث تطلب منها أن توقفني عن العمل متحججة بأن في عائلتي لا توجد فتاة تخرج للعمل، صحيح أن والدي كان ضد أن تخرج بناته للعمل في الوقت السابق، وهذه العقلية توارثها عن أجداده، لكن وبعد أن أصبح غير قادر على توفير كل متطلباتنا وحاجيات العائلة بسبب غلاء المعيشة، لم يمنعني من الخروج للعمل خاصة وأنني أعمل في التدريس.

لا أخفي عليك سيدتي الفاضلة أنني متذمرة من العيش وسط عائلتي التي تكرهني خاصة أختي الكبرى، وكأنني أنا السبب في حرمانها من الدراسة والعمل .

فأرجوك سيدتي الفاضلة دليني على الحل الأرجح لأقنع أهلي خاصة شقيقتي الكبرى بأنها مخطئة في حقي وتعدل عن تصرفاتها السلبية ضدي.

الحائرة: مريم من البليدة

 

الرد: صحيح، أن الكثير من الآباء كانوا في زمن سابق ضد خروج بناتهم للعمل لأسباب متعددة مرتبطة أغلبها بالعادات والتقاليد، ووالدك أكيد من هذا الباب منع شقيقاتك من إتمام دراستهن وولوج عالم الشغل، لكن حاليا عدل العديد من الآباء عن هذه العقلية وأصبحوا يسمحون لبناتهم بإكمال دراستهن والعمل أيضا، وهذا راجع لغلاء المعيشة، حيث أن الأب لوحده لم يعد قادرا على توفير متطلبات أسرته لوحده، وهذا ما جعله يعدل عن قراره ويسمح لك بإتمام دراستك والخروج للعمل.

وعلى شقيقتك الكبرى ألا تكون أنانية وتعاملك بسلبية لأنك أكملت دراستك الجامعية ودخلت مجال العمل، فأنت غير مسؤولة على حرمانها من الدراسة والعمل، وهذا ما يجب أن تقتنع به وتعدل عن تصرفاتها تجاهك، وعلى باقي أفراد أسرتك ألا يقفوا معها ضدك، بل يقنعوها أنها مخطئة في حقك .

ومن جهة أخرى حاولي التقرب من اختك الكبرى بطريقة غير مباشرة والتمسي لها الاعذار داخل نفسك كي تستطعين فعل ذلك كأن تضعي نفسك مكانها وهذا كله التماسا لوجه لله وتذكري انه أجره عظيم عنده سبحانه  فكلمة طيبة وجرعة من الحنان و بعض الهدايا الرمزية كفيلة بجعلها تدرك انك لست سببا فيما هي فيه بل انت سندا لها وقت الحاجة وتاكدي انه بما انه انت على حق  ولست المخطئة تستطعين فعل ذلك .

وهذا ما نتمنى أن يتحقق لك عن قريب بإذن الله.