شهر شعبان شهر تُعرض وتُرفع فيه الأعمال إلى الله رب العالمين؛ كما جاء في حديث أسامة بن زيد، قال: قلت: يا رسول، لم أراك تصوم شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: “ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله رب العالمين، فأُحب أن يرفع عملي وأنا صائم” رواه النسائي، وقيل: إن عرض الأعمال ليلة النصف من شعبان، وقيل: عرض الأعمال يكون في آخر شعبان؛ كما جاء في حديث أسامة: “وشهر تُرفع فيه”، ولم يُحدِّد النبي صلى الله عليه وسلم ليلة النصف من شعبان. ورفع الأعمال الى الله تكون على ثلاثة أنواع:
الأول: رفع للأعمال كلَّ يوم: كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يتعاقبون فيكم ملائكةٌ بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح، وصلاة العصر، ثم يَعرُج الذين باتوا فيكم، ويسألهم الله وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يُصلون، وأتيناهم وهم يصلون” متفق عليه.
الثاني: رفع للأعمال كل أسبوع: فقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تُعرض الأعمال علي الله يوم الاثنين والخميس، فأُحب أن يُعرض عملي وأنا صائم” رواه الترمذي، وهذا الحديث يُبين لنا أن الأعمال بني آدم من الخير والشر والطاعة والمعصية، تُعرض عرضًا أسبوعيًّا، والنبي يود ويرغب أن يرفع عمله وهو على طاعة، فسن النبي صلى الله عليه وسلم صيام الاثنين والخميس”.
الثالث: رفع للأعمال كل عام: في شهر شعبان من كل عام؛ كما جاء في الحديث: “وشهر تُرفع فيه الأعمال”، فشهر شعبان هو الموسم الختامي لرفع الأعمال إلى الله، ثم تبدأ صفحة جديدة مع الله عز وجل في رمضان. وجاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يُرفع إليه عملُ الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل” رواه المسلم، فيحتمل أنه تُعرض عليه تعالى أعمالُ العباد كل يوم، ثم تعرض أعمال الجمعة في يوم الاثنين والخميس، ثم أعمال السنة في شعبان، كما في رواية النسائي، ولكل عرض حكمة.
موقع إسلام أون لاين